رسائل غير مضمونة الوصول بقلم رشيدة المراسي تونس
تصلني كل صباح رسائل مضمونة الوصول
وأتباطأ في التوجه إلى مكتب البريد لاستيلامها
على طاولة غرفتي الأرضية أكوام من الأوراق التالفة
تعود لزمن قريب قبل أن يضرب مدار الشمس رأس الأرض
لتتهاوى على كعب بركان مزمن في الغضب
.. .. ..
السماء تكفّلت بأحلام اليتامى
كفّرت عن التأخير الحاصل في توزيع الأرغفة
صنعت أزرقا يشبهها
قلّمت أظافر الخطيئة لبعض الوقت
ووزعت أكياس الحلوى
وبعض باقات الورود
لمن حافظ على أنف من زمن غابر
.. .. ..
الأنشودة التي تلكّأ الطفل في تلاوتها
كانت عن الغجر الذين يصلون باكرا إلى رأس العين
ولا يتركون ماء لعابري السبيل
يومها غصّ الطفل وأجهش بالبكاء
وأضرب عن شرب الماء
.. .. ..
قارورة الأوكسيجين صغيرة
ومعدّلة جينيا على مقاس ممر ضيق
فأنّى لك أن تتطاول بعنقك إلى صحراء
لم تلد غيرنا وبعض الهوام السائبة
.. .. ..
الأمة المقدّسة
لها وطن كبيرفي العراء
لا أرض فيه
ولا سماء
الأمة المقدّسة
تحيا فينا بطقوس أبدية
بلا ماء
ولا هواء
وبلا كبرياء
.. .. ..
أطبقت علينا الأرض
فحفرنا مدنا في السماء
لترميم خساراتنا
رأفة بوعود الله
خاب مسعى أحلامنا
فصنعنا طائرة ورقية
وحلّقنا في السموات السبعة
طباقا وجناسا
تيمّنا بالمحسنات البديعية
رسائل غير مضمونة الوصول بقلم رشيدة المراسي تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
12 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: