انا رجل نصفي حزين بقلم هيثم الأمين تونس

أنا رجل نصفي حزين
و نصفي الآخر
ربع بهلوان
و طفل أعرج
- لم يبلغ الفطام بعد -
يركض وراء حلمة ثدي مدهونة بهلام الصّبّار.
يقول نصفي الحزين:
أنا لم أكن هكذا
أنا، في الأصل، كنت خمّارا
و كلّما مرّت غجريّة بحانتي
سرقت بعض مؤونتي من الفرح
إلى أن نفد كل الفرح منّي
فأطلق عليّ والدي أحد عشر رصاصة قاتلة.
يقول ربع المهرّج و هو يمسح على صدر الطفل الأعرج رفيقه في نصفي الآخر:
كان بإمكاني أن أكون مهرّجا كامل الألوان
و لكنّي
كلّما قفزت فوق ضحكة
وجدت في الضفة الأخرى دمعة تنتظرني
فأغرق فيها
و أفقد لونا من ألواني.
يقول الطفل الأعرج:
كلّ النساء اللواتي أرضعنني أقسمن أنّي ما كنت أرضعْ
بل كنت أهيّجُ أنوثتهن
لهذا أمر شيخ قريتنا بطلي حلمات كل النساء بهلام الصبّار.