معك حياة أخرى بقلم عزة صمهود ليبيا


من السهل أن نذوب كقالب زبد
سلس ومستعد للتلاشي
من السهل أن نعلن موتنا بالإعدام
شنقاً
كلما طالبنا بورقة وقلم لنكتب
عن الحريات والمجانين
الذين يحرسونها
من السهل أن نتجشأ الحب من قلوبنا
ونتقيأ كل ما تعلمناه
إذا أردنا أن نبني قبراً
بدلاً من عشِّ يصلح للحياة
هذا هو النشيد الجديد للأنسانين
الجدد
الذين يعجبهم صوت بكاءنا
مشبعاً بالمزيد من الملح
قلت لك أنها بلاد طاردة لسكانها
و أننا منذ زمن طويل
مغتصبين بالحلال
جردونا من طيبتنا
جردونا من لغات الضحك
جردونا من تعابير الفرح
علمونا كيف نرسم تقاسيم للشر
الذي يسكنهم
وكيف نشعل عود كبريت
إذا رأينا اشتعال فتيل حب وقبلة
قلت لك ...
إنني أريد أن أنسى
اسمي
عنواني
رقم هاتفي
ذاكرتي في الباب الخلفي من رأسي
سعادتي العالقة في حنجرة الباب
دمعتي على كتفيك
ابتسامتي المندسة في جيب قميصك
قلت لك أننا في بلاد لا تعرف
كيف تضحك
لا تعرف كيف تنام
لا تعرف كيف تتعامل مع كل
هذا القيء
قلت لك
أشياء تستحق الهجرة والسفر
إلى العالم الحادي والعشرين
حيث يمكن للحب أن يستوي
مع مذاق البوظة
ويمكن لعصفور أن يحط على
ورقة في كتاب حياتي
ويغير الايدلوجيا التي تسكنني يعيد إحداثيات عقلي في
تغريدة سنوسو
غادرته عيون إلزا
بكل برود
قلت لها .....
ابق متماسكاً كشجرة الزان
عندما يمر تخريب الريح
عبر الهواء
ابق ...وتصفَّح ألبومك القديم
ضع صور ابنك الشهيد تحت وسادتك.
واحلم بي ...
حين أركض مثل نهر حافٍ
حين التحف وشاحاً و اندس بين جناحي فراشة
حين أتكلم لك بلغة الورد
حين أرش رذاذ الزهر
و أضحك
أعجن ضحكة أخرى
لا تتلعثم من فزاعة الحرب>>>
(معك حياة أخرى ...)
معك حياة أخرى بقلم عزة صمهود ليبيا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 12 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.