ككل صباح بقلم أفراح الجبالي تونس


كل صباح تمتدُّ يدي إلى أعلى الرف
حيث علبة المربى
العذب
حيث
كل صباح
تتمشى نملة إلى الأعلى ولا تسقط
بذلك الإصرار الذي أراه
كل صباح أمام المِرآة
أراهُ يزحف إلى الشَّعر الذي تغيَّر كثيرا
تغيّر بعده الوجْهُ
أرى الخطوط تتقدّم
خطوطا لا تشبه ما يخطو عليه الجسَد
الذي صار يتعب أيضا
طويلا
بلا سببٍ
أجلس وأفتح العلبة
كم علبة مربى فتحت
والنملةُ لا تنزل
النملُ يأتي
ككل صباح صفا مِن نمل لا أعرف إلى أين يمضي
وأمضغ
بينما أنظر إليها تتجاوز الرف وتعلو مع السقف
أمضغ مع امرأةٍ
ستتناقص أسنانُها حتى
تعود إلى حليبها
حليبا
أو ماءً ببساطة انحناءاتِ المياه
وتعود إلى لمعانه المدقوق على الهشاشةِ
الأولَى
ربما مع ارهاقٍ ستتْبَعه
بخدَر هكذا
مثل كل صباح
وهي تَستيقظ وتشعر برغبة في الاستلقاء لساعات أخرى
وتتمدّدُ هناك
مثل كل صباح
أتذكّر
كما سأتذكَّر
كيف مشيتُ لقرون طويلة
بلا قدميْن
امرأةً لم تتركْ أي آثار أقدامٍ
أعودُ إليها
ككل صباح بقلم أفراح الجبالي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 04 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.