حتف الشّعراء ....هيثم الأمين تونس
الشّعراء
يذهبون إلى حتفهم باكرا.
فقبل تمام القصيدة
يعلّقون أحلامهم على جذع امرأة
أو على شاهدة وطن
ثمّ يتوسّدون العتمة
و يختفون دون أن يُرهقوا أعصاب أوراقهم
بضجيج وصيّة أخيرة.
الشّعراء
لا يذهبون إلى حتفهم بكامل أناقتهم
هكذا، هو، دأبُهمْ
يذهبون ملتحفين بتصفيق باهت لجمهور قليل
و بشِعر- بكسر الشّين- أشعثْ
و بأصابع رثّة جدا
يذهبون
و قد أكلت القصائد الكثير منهم
و صدأ العبارات الجّافة قد أرهقهم
يذهبون
بسرعة اندلاع الغضب
و أحيانا
بسرعة ضحكة خافتة في مأتمْ.
حين يذهب الشّعراء إلى حتفهم
يستقبلهم الشّعراء بالرّثاء
و يصفّق لهم، بحرارة، جمهور غفير
و في اليوم التالي
يعود الشّعراء،
الذين لم يذهبوا بعد إلى حتفهم،
إلى أحلامهم
و يعود الجمهور الغفير
إلى تصفيقه الباهت
و يذوب الشّعراء،
الذين ذهبوا إلى حتفهم،
في صمتهم الأخير.
حتف الشّعراء ....هيثم الأمين تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
03 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: