الجلدة الثانية بعد الألف بقلم حسن الخندوقي المغرب


كنافخ الكير
إن لم تصبكم شرارة تحرق ثيابكم
شممتم رائحة نتنة
و أنتم كصانع العطر
إن لم أشتر منكم قنينة
شممت رائحة طيبة
السوط في يد شهرزاد
يخط على الظهر
حكايات وجع
و الديك ما عاد يصيح
ليوقف الصباحُ
سردَ سياطها
على ذاكرتي الموشومةِ
بألف جلدة و جلدة سابقة
غريب يسكنني
لستُ أنا من يكتب
كل هذا الهراء
لعل السمسمَ
لم يعد مفتاحا للمغارة
و لا شهريارُ عاد معنيا
بمضاجعة شهرزادَ
بعد نهاية الحكايات
لإنجاب الليالي
كُلُّ الحكايات
تخرج من رأسي
لترسم على ظهري
خارطة نحو المغارة
حيث ترقد ألف قصيدة
و قصيدة
سأستبدل السمسم
باسم حبيبتي
لعل النصوص
تصير فصوصا
أصنع منها عقدا فريدا
أعلقه على جيدها
تكفيرا و قربى
كان العبد في كل الحكايات
يُجْلَدُ
مع أن اسمه : قمر أو فيروز
أو ميمون أو مسرور...
و لا أحد هنا ليجلدني
مع أن اسمي الحقيقي
زُغْبِيٌّ و كُعْبِيٌّ و متعوس...
فاتركوني أجلد نفسي
كي أستحق لقب العبد
في حبها و مناجاته
يا وجع مِرْفَقِيَ الأيسرِ
كم يؤلمك اشتياقك
لِضَمِّ حبيبتك
كي يسكن الوجيب
و كم من ضمة منها
ستكفي
لتختفي خارطة الجَلد
من ظهري
و كم من مرة
سأردد اسمها
كي تفتح المغارة
باب العناق
لن أقول كما يقولون :
أينك أيها الإله ؟ حاشاك
و لا : دعوا الرب نائما ! حاشاك
و لا : نعلن موت الله !!! حاشاك
بل أقول في نجواك :
قلبي يحرقني بالإشتياق
و مَرْفِقي الأيسرُ يؤلمني
و المرهم و الضماد عندها
فهَيِّيء لي من أَمْرِهِما
مِرْفَقا يا الله
آنَ للديك أن يصيح
فقد انبلج الدم من ظهري
كي تتوقف حصةُ الجَلدِ
الثانيةُ بعد الألف
من حِصص الفراق
أم أن شهرازادَ
ما عادت تعترف بالأذان
و ها قد شرعت في سرد
قصة قمر الزمان...
الجلدة الثانية بعد الألف بقلم حسن الخندوقي المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 03 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.