غدة الأعذار........زكريا شيخ أحمد سوريا





لكل شيء حد و نهاية

نظل نضع اعذارا للأشخاص الذين يتسببون لنا بالآلام
إلى أن تأتي اللحظة التي تتدمر فيها
الغدة المسؤولة عن البحث عن أعذار .
هذه الغدة التي ينهكها البحث عن تعليل أخطاء الأشخاص
و من ثم مسامحتهم
تسبب لك آلاما تراكمية تفوق التحمل
و بلحظة صاب هذه الغدة بجلطة في رأسها
أو بذبحة صدرية تؤدي لهلاكها
فلا يعود ممكنا وضع اي عذر لأي شخص
مهما كان قريبا منك
و لا  لأي خطأ مهما كان بسيطا أو تافها أو صغيرا  .

هذه الغدة قد لا تخلق  مع الكل
اي انه  قد يولد البعض دونها أصلا
او قد  يتلقى البعض تربية تبقيها ضامرة أو مشلولة.

هذه الغدة تأكل ربع حياتك أو نصفها أو أغلبها
لأنك أثناء البحث عن أعذار للآخرين لا تعيش كامل حياتك
سواء أكانت معهم ام  لم تكن معهم
فأنت في عملية بحث دائم ،
أي انك انت لست معك غالبا او دائما حتى لو كنت ظاهرا مع الكثيرين .
تموت هذه الغدة فيك ،
فتصطدم بحياة جديدة
و غالبا ما يكون ذلك بعد فوات الأوان ،
فتجد نفسك لا تعرف التأقلم مع حياتك الجديدة هذه
و لا تعرف كيف تعيشها
فينتهي بك الأمر  للصمت و للعزلة و الامبالاة
فلا تعود تتأثر بمن حولك
و لا تعود تتحمل أي شخص أو أي تصرف
و يموت فيك الشغف بكل الأشياء
و تبدأ بالتفكير  في كل لحظة
عن طريقة مثلى لإنهاء حياتك .




غدة الأعذار........زكريا شيخ أحمد سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 03 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.