عالمك متفرد و باذخ بقلم صابر محمد تونس

زوجنا الله في مدينة كانت تسمى قديما تكابس
داخل غرفة صغيرة
تنام على سقفها العناكب

المدعوون كانوا من النساء
أمهات بدينات ، تربعن حولي يحدقن في مبتسمات
و يترشفن المشروبات على مهل

أمي كانت جنبي
تصغي لتلك ..و لاتبالي بتلك
بينما تقرأ في سرها المعوذتين
كانت تعرفهن حاسدات

أبي فرح كثيرا
حتى أنه أطلق من بندقية جدي القديمة عيارين في الهواء
كاد أن يقتل بهما زوجي حمام ظلا السرب ..

في البداية
عشنا كأي زوجين فقيرين
راضيين بكما كتبه الله لنا
لكن
بعد ولادة طفلي " شاعر "
بدأت الأحزان و الخيبات
اصبحت - العيشة - معها لا تطاق
فاضطررت الى تطليقها

نعم
طلقت - الحياة -
و احتفظت بطفلي " شاعر "

اليوم
أنا رجل ميت
و لست حزينا بالمرة
لدي - شاعر -
يكتب عني القصائد كل ليلة

قصائد
بعد ان يقرأها على الأحياء يقولون له :
" عالمك متفرد و باذخ "