رحلة البحث عن الرب....علاءالدين الحسين / سوريا




أنا مشرد و جائع اجوب الطرقات بحثاً عما يسد رمقي و عن زاوية. أبيت بها ليلاً و إن كانت مسقوفة كمظلة.متجر مثلاً فإنها ليلة سعيدة جدا
امضيت ثلاثة أيام بلياليها و أنا اتنقل بين المزابل و حاويات القمامة و لم أجد ما يسد رمقي كنت جائعا جداً و فقدت قواي بالكامل
عندها خطرت لي فكرة أن أطلب من الرب الطعام أليس هو الخالق و المتكفل
هرعت بسرعة و وجدت أمامي كنيس يهود دخلت إليه فقابلني حبر يهودي قلت له جئت لعند الرب فأخذ يحدثني عن اليهودية و موسى و سليمان و التلمود و الزبور و الوعد الموعود
تبسمت بوجهه و اخرجت من الكيس المعلق على كتفي صحن فارغ قديم و متسخ هذا هو صحني يا سادة
و قلت له أريد طعام
أجابني الحبر لقد منع عنا منذ زمن موسى المن و السلوى الذي كان يطعم الرب به عباده خشيت الموت يا بني
عبست بوجهه وخرجت متجهما

اتجهت نحو الكنيسة المسيحية دخلت و وجدت مطرانا و فقلت له لقد جئت لعند الرب
فاسترسل في الحديث عن بولس و متى و مرقس و يوحنا و الانجيل و مريم و عيسى و القيامة والروح القدس و الاقانيم الثلاث

تبسمت بوجهه و اخرجت له صحني من كيسي و قلت أريد طعام
أجابني يا بني لقد تناول المسيح و حواريه كامل الحوت في العشاء الأخير
عبست بوجهه و خرجت متجهما

غضبت بشدة ل لنفسي و اتجهت لاقرب مسجد دخلت وجدت شيخا بهي الطلعة تأملت به خيراً   و قلت له جئت لعند الرب
قال لي هو الله الواحد الأحد و أخذ يكلمني عن الله و الجنة بين فردوس و نعيم و حور عين و ينابيع و عن علي و عمر و عثمان و ابو بكر و السيرة النبوية
تبسمت له و اخرجت له صحني و قلت أريد طعام
فأجاب اليوم خميس و أنا صائم فالسنة توجب صيام الإثنين و الخميس
عبست بوجهه و خرجت متجهما

اصبحت أضرب الأرض بقدمي من غضبي و زلي و قهري
نظرت لشخص قابع بجزيرة بمنتصف طريق للسيارات كان يفتح كيس أسودا يخرج منه طعاماً
ثبتت عيناي عليه و بينما يرفع رأسه شاهدني و انا انظر إليه بتمعن
أشار الي بيده أن اقدم إليه لأتناول الطعام معه
ركضت بسرعة نحوه غير آبه بالسيارات المارة بسرعة كان الطعام هدفي و ليس لدي خيار التعزز عن الطعام
كان طعامه بسيط جداً ثلاث حبات بطاطس مسلوقة رغيفا خبز من أول أمس اصابه التيبس و حبتا طماطم صغيرة و قطعة جبن
قسم قطعة الجبن بيني و بينه و اعطاني حبة طماطم و حبة بطاطس و رغيف خبز
تناول حصته سريعاً و نهض لإكمال عمله في تقليم الاعشاب الضارة بالجزيرة القابعة بين طريقي سير سريعين ليترك لي حبة البطاطس الثالثة
كل هذا و لم يسألني شيء و لم ينطق ببنت شفة و لم يلقي علي قداس او خطبة أو عظة

أيها الرجل الطيب أنت رسول الرب حقا
أيها الرب لقد طلبت منك و اجبتني
و لو كان الطعام بسيطا جداً
لكنك دللتني على الطريق الصحيح بحكمتك و قدرتك و جعلتني أفهم الأمور بشكل جيد

الجنة للبسطاء و البسطاء هم وكلاء الرب على الأرض

من رسائل Aladdin إلى Zakaria
رحلة البحث عن الرب....علاءالدين الحسين / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 11 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.