أشلاء مبعثرة ؟ بقلم أكرم صالح الحسين سوريا



ها أنا 
أتجاوز حدود الحلم
أغمض عيناي
وأستسلم للظلام..
في الصباح 
أشرب قهوتي كالمعتاد
أدخل الى هذا العالم
أقرأ قليلا
أضحك قليلا
أتوقف فجأة 
أتأمل صورة لطفلة
مبعثرة الأشلاء
غيمة تمطر نارا
تحرق المواسم
عجوز يقبل جدران منزله 
أضع الهاتف جانبا 
وأقول لنفسي لا بأس/
أغادر الحلم مسرعا
أنتعل وجهي العربي
وأحمل في جعبتي 
سيف عنترة 
ودرع الشنفرة
وربما كتابا لأبي نواس
في الطريق الى الملل
ألمح وجوها صفراء
وحمراء
نساء دون أثداء
أطفال بأجنحة ملونة
وإذاعات تروج لأنواع العسل
عسل من أجل إعادة الكرامة ؟
عسل لتقوية العضو الذكري 
لتتناسل هذه الأمة 
عسل يجعلك رجلا صالحا
ألقي بظلي 
في إحدى الحفر 
وأقول لنفسي لا بأسي/ 
سأغادر من جديد
أجلس في المقهى
في زاوية بعيدة
ألمح رجلا دون رأس
يقرأ كتابا
يلوح بيده 
لصديقه الذي يبدو 
على شكل مزمار
بألف ثقب
هاهما يضحكان بغزارة
وشبق
عندما يلمحان إمرأة عارية
تحمل مظلة 
أغادر المقهى
وأنا أضحك
تتبعني أسئلتي البلهاء
أقول لنفسي لا بأس/
في المنزل من جديد 
أخلع عظامي 
لساني المقطوع
قصائدي 
وصورة جيڤارا
المعلقة فوق صدري
أغمض ما بقي مني 
وأستسلم للظلام .."
أشلاء مبعثرة ؟ بقلم أكرم صالح الحسين سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.