في مقهى الأرق بقلم صابر محمد تونس


دخلت المقهى - مقهى الأرق -
و جلست جنب نافذة عمري المفتوحة
على الطاولة التي صنعت من خشب الليالي الشاحب
عدد لا متناهي من الخدوش و كأس فارغ
طلبت كأسا من الصمت
و صحيفة حياتي
في الخارج كان الثلج يتساقط بغزارة
رجل - أظنه أبكم - طلب مني بحركة من يده غلق النافذة لأنه شعر بالبرد
كان يشبه أبي الى حد كبير ،- كان على يميني -
على يساري ، امرأة تجلس وحيدة مثلي ، شعرها أحمر ، لا أثر للشيب فيه
كانت مشغولة جدا
و كانت تشبه أمي الى حد كبير
فوقي ، كان رأسي مفتوحا على غابة :
ذكرى عمياء تنقط الديدان تحت أشجار امسي
موعد متأخر يركض خلف ارنب
سرب من الأحزان يتجه ناحية الغرب
كنت أفكر في تركة آخر فرح نفق من محيط حياتي حين :
- سيدي ، الصحيفة من فضلك
- تفضلي ..
و رحت اراقبها من خلال انعكاس صورتها على بلور النافذة - نافذة عمري المغلقة -
لم تكن امامي سوى طريقة وحيدة
لمنعها من تمزيق صفحة قلبي و سرقتها
و هي تكسير صورتها المنعكسة على بلور النافذة
- نافذة عمري المغلقة -
في مقهى الأرق بقلم صابر محمد تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.