لنا النّسكُ وللشعراءِ مسبحةُ الكلام بقلم عدنان العمري الأردن


ليلٌ 
تمرُّ عصيّةً على التعليل ملامحُه 
ورحلةٌ أخرى 
في فاتحة الغناء 
بأيسر مما تمدح استدارة فمك 
المخضّلة بمزاج التلهف 
أسيرُ يا حوذية النبض 
إليك مغمض القلب 
كنت أتبع للنهر خطاك 
ولم يكُ نهرًا ولا أنتِ 
لكنَّ قلبي قد رأى ٠٠
وأنسى عينيَّ الصافنتين 
على امرأةٍ عابرةٍ 
كانت أنتِ ولم تكنْ ٠٠٠
رحلة أخرى 
ببسالة الكأسِ المعانق جرّة العرقِ 
عانقتُ بالإمعانِ وجهَك الشيّق 
ذاك المسكون بموهبة الخمرِ
ورأيت تاريخًا كالكنانة 
مدججًا بالآلهة وربما أعرق ٠٠
وفي عيونك رأيت 
حجرًا ربًّا وربًّا بشرًا 
وقرأت ألفةً
مغمسةً برحمة الله 
تفوت بالقلب عميقًا 
كالّتي تطوقني حين أحاول
ترجمة ما تندّى داخل الحدقِ ٠٠٠
رأيت الطيرين على الصدر 
يلهجان بالهجرات ليدي ٠٠ 
وطقسًا في ردهات الليل 
نضيع فيه خارج التوقيت٠٠
قلتـُ 
البنت صدرها لرصاص اللحظة 
وقلبها في شغف الأحلام
وعلي سبيل الغواية 
رأيت راحتيك على رخام حارٍ تدور 
الّذي صدري وقد شفّه الزفير ٠٠
قلتـُ تميمةٌ تلك 
أو بعض سحرٍ معلقٍ 
على بوّابة القلب ٠٠٠
…… 
أنا الـ يموت يموت الآن 
على ربوة الزندِ 
أعيد ما فات من العمر على راحتيك
وأعدُّ مساءً شجيَّ الغناء
كثير الدوران ٠٠ 
تعالي فهذ المساء ما زال يتسع 
لحبيبين يغرقان في لجّةِ القلبِ ٠٠
..…
أنت المصافحةُ الصّباح 
بوجهك الممتنِّ للزّهر النبيهِ طلوعهُ 
٠٠ ما أرهفكْ ٠٠
يا الـ قلبك البستان 
كيف بك الهوى 
كالنخلِ طولاً قد نما 
٠٠ ما أثمركْ ٠٠
أيّان ولَّتْ فيك كفّي موضعًا 
نزلتْ على أسرار فاكهةٍ 
على طلعٍ يحار به القطاف 
من اللمسِ استوى 
٠٠ ما أنضجكْ ٠٠
أيّان طافت شفّتي 
كان المزار يفيض ماءً مشتهى 
لو مسّني بعض اليباسُ 
فيا نباهة ثغرك 
الـ يروي يباسي يا فصاحة 
ما يجود المنحنى 
٠٠ ما أنهركْ ٠٠
يا الـ قلبك المشكاةُ 
ما يوماً تملْملَ من سراجي 
ما شكا ضيقًا وما يوماً تقافز 
من سرير يدي 
أنا حتّى رأيت القلبَ قلبك 
ما رأيت العمرَ نورًا قد حوى ٠٠
….. 
وأنا حتّى 
تسرّب اللوتس الريفي 
من بين شفتيك كالمدّ 
بصوتٍ يتهدجُ كـ بُحةٍ
يتعذر عليّ كَبحهُ ٠٠
كنتُ لا أفهم الصوتَ المورّدِ 
كيف يقارع كلّ رمال الوحشة فيَّ ويكسرها٠٠
و أنا حتّى 
طلعنَ كشمس آذار 
بنات الريحان خجولاتٍ 
من شبّاك الصدر 
كنتُ كالضباب لا أقيم على نافذةٍ ٠٠
تعالي 
فأرفع لله عيني 
وأعرف أنَّ الوحشة ضرسٌ لبنيٌّ ٠٠
تعالي 
هي الروح ثكنةٌ 
والعابرون عسكر 
وكالخدوش في صدر الجدار
يحزّ العابرون روحي ٠٠
فيختلط فيَّ البكاء 
ويمرُّ ليلٌ 
عصية على التعليل ملامحهُ 
ولا سواك يعيد 
ترتيب الكلام وقلبي ٠٠٠
لنا النّسكُ وللشعراءِ مسبحةُ الكلام بقلم عدنان العمري الأردن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.