وغد صالح......بقلم هيثم الأمين / تونس
في إحدى حيواتي القديمة
كنت وليّا صالحا
أعتقد أنّهم كانوا يلقّبونني بسيدي "بو قدر"
لأنّني كنت أطوف القرى حاملا على رأسي المكعّب قدرا أجمع فيه الطّعام
طعام أقدّمه، كلّ ليلة، للكلاب
كانت لي زاوية و سناجق و مسبحة من فضّة أهداها لي مريد بعد أن كتبت حجابا لإبنته العانس فتزوّجت
تلك الفتاة لم تكن عانسا، في الحقيقة، و لكنّها كانت سحاقيّة فكفرت بكل الرّجال
عندما كنت وليا صالحا
كنت ألفّ يدي بمنديل من حرير
كنت أخشى أن تتلوث يدي بكل ذلك القلق المتطاير من أفواه المريدين و هم يطلبون منّي الغوث و المدد
في تلك الحياة
متّ في طريقي الى الحجّ
قتلني قاطع طريق من أجل مسبحتي الفضيّة
و دفنني في قبر واحد مع زوجته السّحاقيّة!
في حياة أخرى، كنت وغدا
ألاحق النساء الحافيات في ميناء امستردام
أطعمهنّ لحمي
و أكسوهنّ بوعود كثيرة
بعدها هاجرت إلى سيسيليا
و هناك
كنت أسرق البيض من قنّ دجاج جارتي اليهوديّة
و أسرق التفّاح من صدر ابنتها الخرساء
و أحلم بالإبحار إلى الهند
لقد أخبرني "روبارتو"، صديقي، أنّني، هناك، قد ينصّبونني إلها للحب يحرس النساء من الشياطين!
في تلك الحياة
قتلتني امرأة، في حانة، لأنّني أحببتها بصدق.
ربّما
لهذا أنا
في هذه الحياة
صرتُ
وغدا صالحا.
وغد صالح......بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
04 أغسطس
Rating:
ليست هناك تعليقات: