النص الأخير في عامي الثالث والعشرين! بقلم رنيم ابو خضير / الأردن
.....
بلا منبه
اصحو
واغفو وكأنما استقل قبرا وحيدا
في مقبرة لا ونيس لي بها
الا الظلام
لا امارس الا عملا وحيدا
في كوني امرأة يشرق منها الليل
اشرب قهوتي الشديدة المراره
كالعلقم
واطبخ وجبة واحدة من الطعام
تكفي لعام كامل لانثى لا تعرف الحب
ماهرة في طرد اكثر الرجال عاشق لي
اضاجع الوحدة
ولا يشاركني بها الا الصمت
اجول ارجاء العالم في مخيلتي
لا يقودني احد الى الملل
امسك اعوامي من ذيلها
لا اريد ان اكبر اكثر
اركض صوب الغروب
والحريق الحريق يشتعل في قلبي
النصر ليس حضنا
الأمان لا شيء
سوى وحدتي
اجرب كل انواع الحب
اجرد نفسي من الفرح مرات
واستحم وحيدة في ماء الحزن
ليعبر اصغر مسامات جسدي
لا يعرف جسدي طعم القبل
الا من فم الوحدة
وكما قلت
بكامل بكارتي
لا اعرف طعم القبلة
الا من فم الأرق ،
اربعة وعشرون عاما
ولا نبض يكبر في رحمي المهجور
وامومتي المنكوبة
وقلبي الكبير
المكتض بالقبور
الذي لا يعرف سوى الأموات
وخطى الناس الراحلة
ادخل واخرج ابواب وحدتي
لا احد ينتظر الظهور
لا احد ينتظر رسائلي
لا احد ينتظر عودتي من النوم
ولا احد يدفئ الاريكة في ليال الشتاء الباردة
ولا احد يحضن رجفتي
ويبلل جفاف سرير،
صندوق البريد الممتلأ برسائل حب
كلها كلها
تحب جسدي
وحيد قلبي
وحيد من يعلق به
من يبعني حبه؟
لا احد يشاركني هذه الوحدة
وهذا العري الذي لا يلبسه كل اثواب الكون
لا احد
الا الظلام
والموت الذي يعبر جلدي
ولا يدخله
هي الخطيئة التي سببها ليل ما
خطيئة ان توأد حزنا عظيما
ليخلق على هيئة طفلة
لتسقط في حزيران قديم
حزيران التي تنبت فيه الازهار
ذابلة،
هذا هو شكل ان تكون وحيدا
في الرابعة والعشرين من عمرك!
النص الأخير في عامي الثالث والعشرين! بقلم رنيم ابو خضير / الأردن
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
17 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: