أريد أن أُمرنّ حُلمي على رؤياكِ ......كرم زيادة / فلسطين


أريد أن أُمرنّ حُلمي على رؤياكِ
و أن أغمس وجهي في يومكِ
كي لا أنسى بأني رجل مهتم بأدق تفاصيل خارطتك ،
العاشقون تعساء حين
يفرون من سور الحب إلى النوم
و حين يبقى إسمك عالقا في ذهني
كنجمة مثلا ..

مثل نحّاتي الوطن
أنحت كلماتك على صدري
و أُجيب بين القصائد التي تُكتب عنك
أحبك بكل البعد الذي بيننا
أحبك بكل الموت الذي آتى و سيأتي
ربما الآن أو غدًا أو حتى بالأمس

ليس لدي ما أكتبه عن الحزن
فالشعر محض هراء لا أكثر
أريد أن أخرج من الباب الخلفي للعالم
دون مآسي ولا آثام
أن أغلق باب الوداع
و ألقي بالمفتاح في غياهب الجب
الجبُّ الذي يقع في السراب
لا سيارة تُدلي دلوها فتلتقطه
ولا بكاء أبيض  أحملهُ الى أبي الذي يرعى كبره في الغيم

و لأن الله واحد لا ثاني له
أريد أن أعود إليه رجلا واحد سليما من الحب
أحبك بالحب المفرط
بجرعات زائدة من هستيريا الرقص
بالقصائد المائلة نحوك ،
ولأن الله واحد لا ثاني له
فهو لا يقبل رجلًا ممتلئًا بالحياة مثلي
لذا قررت أن أُفرِّغ جسدي في الحرب
و أن أرجِّعُ إليه كما ولدتني أمي
خاليًا من كل شيء إلاكِ

للحياة ألوان كثيرة
نصنع من يومنا هذا غدٍ مشابه له
هكذا كنّا و سنكون في كل حين
لكنِّ مذ عرفتك
و أنا أرى الاشياء كما لو أنها أول مرة
وجهك
و المقهى الذي نرتد إليه
و أنا الذي أتبدل دومًا في حضورك

كم مرة أحببتك
سألتُ نفسي
و كم مرة سأُحبك بعد
و هل يكفي ما تبقى لي
لأصنع مساحة كافية لليوم
كي لا أضيُّعك في النعاس ...
أريد أن أُمرنّ حُلمي على رؤياكِ ......كرم زيادة / فلسطين Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 23 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.