هل تدرك.......بقلم سهام الدغاري / ليبيا

هل تدرك
مدى خطورة أن تقول أحبك فيرتبك الصدى
أن تتجول وحدك داخل حلمك دون أن تستطيع تأويله
أن يباغتك التعب وأنت تبحث عن مقعد مهجور
تجالسه وتشاركه كل هزائمك ثم تدندن له بعضاً من أغانيك القديمة قبل أن تمضي
أن يسري بك أحدهم إلى أرائك الغيم الناهدة لتلتقي حلماً كنت قد أودعته النسيان ثم بعد ذلك
يلقي بك من فوق ألف وهم

لا لا
أنت لاتدرك
أنت فقط تتسكع وأنت تجرجر وراءك حبلاً بطول قامتك المهيبة
تعقد بطرفه قصائدك البالية
تنثرها تحت قدميْ كل حواء تقابلها
ومن فرط جوعك
نسيت أن القصائد لاتنبت الحَبْ ولا الحُبْ

حين مررتني
كنت منهمكة في خياطة فم الجرح
لذا لم أنتبه لجيوبك المنتفخة
ولم أكترث كذلك لرائحة الكذب الذي تفوح من ثيابك
حتى إني لم أسألك عن أسمك
ظلك كان الشيء الوحيد الذي شد أنتباهي
لم يكن يشبهك
كان ظل بحجم صغير و شعر مجعد
أنا وهو تبادلنا العديد من النكات والشتائم
لازلت أذكر كيف كان يسخر من لون عينيْ
وكيف كان يدعوني ﴿ بالشريرة ﴾
وحين كان يعانقني
كان يُصيرني فراشة ثملة تترنح داخل مسارب النور
أنا ما أحببتك.. أنا فقط أحببت ظلك

﴿ الجراح لاتُكتب الجراح تُحترم بالصمت ﴾
هذه الجملة مقولة لشاعر عتيد .. أذكر أني قراءتها ذات مرة ولم تروقني...
ياصاحب ظلي
فلتعلم بأن مآقي قلمي قد.جفت منذ حين
وإني لا أسكب حبري لأبكيك
أنا فقط أكتب لأتطهر من بقايا أدران لازالت عالقة بحذائي •
-------------
سهام