طفح الكيل . .... بقلم أبو لاوند مصطفى / سوريا





طفح الكيل
     وسبق السيف العزل
ووصل الهلع
            إلى قمة الهلع
وأعرف أن الذي يقود
دراجة الأحلام
لا يهاب منحدرات قوس قزح
ولكن الشياطين
لا تتوقف
عن نصب الكمائن والأفخاخ
وتخبأ الجان
بين أعمدة النور
وما يثبت ذلك
وجه العاصفة الممزق
الذي كاد أن يدركنا
                     بسخامه

في هذا العالم
الرحب ، المتهالك
لا أحد يهتم
إن كان خلف
عنانة الإسعاف
جثة ٌ
أم أحلام محطمة
أم قلبٌ يحاول إنقاذ
ما تبقى من الفرح
على منحدر
قوس قزح الجميل .
لا أحد يرمي
العشاق
بحجارة القمر
ولا أحد ينوح
ويطلب المغفرة
على أبواب الله .
في هذا العالم
القذر غالباً
والجميل أحياناً
لم يعد أحدٌ
يأبه
بالموت
ولا بالحياة
التي أقفلت أبوابها
على أحزان متفاقمة ..
متبعثرة
في كل مكان .
وما يشغل فكرنا
هو ..
من سيمثل
أمام القضاء
السحابة أم المطر
الزهرة أم القمر
الشفاه أم القبلة
القلب أم الرصاصة
القتيل أم القاتل
الحي أم الميت ..؟!.

أنهضْ
أزحف على هرم الأحزان
هناك ..
في أعلى القمة
ضوء ٌ
يتحرك في كل الأتجاهات
ونجمٌ
يصغي إلى صوت الحب
ويحرق
في خصية الظلام
قذائف الطغاة .

أنهضْ
فجر
أنقل في مواقد تموزك
                حلم دفاك
لا شيء
في هذا العالم
يستحق البكاء
أو نثر القصائد على الأطلال
وأتركْْ
       للربيع
أن يبعث ، رسائله الخضراء
             من تحت التراب
     وللسحابة
أن تسير ، بخيول الرغبة
من تحت الماء .

طفح الكيل
ويتوجب علينا
النضال
من أجل البقاء
ولكن ..
أسمحوا لعينيَّ
    أن تلقي ما تبقى
         من دموع النقاء
لأنه ..
ليس سهل عليَّ
أن أنزع من كتفي
                الكمان
وأعلق بندقية .
ليس سهل عليَّ
أن أدرب نبضي
على نزع الألغام
بعد أن قضى عمراً
في زرع الأنغام .

طفح الكيل
ولا احد يرغب
باللعب مع الموت
ولن يفلت من الموت
حتى مرتكبي الجرائم
ولكن ..
بدماغي
خلايا تتميز
بسرعة جنونية
وقد وصلت إحداها
بقطار الذاكرة
إلى ذاك الصباح
حيث كانت فيروز
تتنقل بصوتها الملائكي
الخمائلي ..
بين الأغصان
ورشفات القهوة
والأنسام .. والقبل .
-----------------------
طفح الكيل . .... بقلم أبو لاوند مصطفى / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.