خلف شجرة ......بقلم أكرم صالح الحسين/ سوريا




الزنزانة معتمة
    بجدران كتيمة
ورطوبة تركت آثار العفن
بادية على جسده../

الشاعر
الذي رسم نافذة صغيرة
كتب على الجدار
عنوان حبيبته
ورقم الطاولة
التي كانا يجلسان عليها
في المقهى الصغير
وعدد الأصدقاء
الذين غنوا لها
في عيد ميلادها ../

كتب الكثير من الاشياء
والقصائد
وعناوين الكتب
التي تضغط بأفكارها
رأسه الطري
لقد إستنفذ أظافره
وأسنانه"

إنه متهم بالجوع
متهم بثمن الكتاب
وأجرة الحافلة
وثمن علبة السجائر .؟

(المحقق :
لديك فكر تخريبي
فأنت تحب الفقراء
والقطط التي تجوب
الشوارع والأزقة
باحثة عن الطعام ؟
الشاعر :
لماذا تخفي وجهك ؟
المحقق :
ألن تكف عن الهراء
وتعاطي الخبز
والجرائد ؟
الشاعر :
أعرفك تماما
فعيناك الشرسة
تبوح بإسمك ؟
المحقق :
أعرف ذلك !
ولكني أحاول مساعدتك
فقط لأنك تشبهني ؟
الشاعر :
كيف حال زوجتك
هل ما زالت
ترتعد فزعا
كلما سمعت
صوت مفاتيحك
تطرق الباب ؟
المحقق :
أمك تبكي كل ليلة
تفتقد رائحة الشمع
والحبر التي تخرج
من غرفتك ؟
تفتقد صوتك الشحيح
وفوضى ملابسك
وأوراقك
سنخرج نصفك من هنا
شرط أن تكف
عن التفكير والحلم ؟
الشاعر :
أنا متعب سأنام )

الحديقة فارغة
السماء فارغة
لاغيوم في هذا اليوم
لا عصافير بالجوار
وحدها قصائدي
تختبئ خلف الأشجار
وتصرخ
وحدها حبيبتي
تطلق رائحة عطرها
فوق صدري
وأنا أمتد في الزمن
خرافة تستحم
بماء الساقية النتنة
أطرق برأسي عاليا
أبحث عن الأسئلة
البسيطة :
متى تنتهي هذه الحرب
         
                   لكي أتنفس ؟
خلف شجرة ......بقلم أكرم صالح الحسين/ سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 19 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.