استنطاق الخواء فى صحراء غرفة النوم...بقلم فاطمة منصور

قراءة فى نص خالد خشان ..صحراء غرفة النوم...
إنها الذاكرة المغدورة.التى لطّخ بها طائر المنفى بياض القصيدة
..انزياح الزمن والاقامة فيه والتشبث به..نوستالجيا حنين يستدعى فيها الشاعرلقطات نبتت فى قلبه وذاكرته.كيف له أن ينساها وهو يدون أدق التفاصيل بكل إيحاءاتها..معتمدا عنصر الإحالة مما جعل عبارات النص منسابة سلسة متخففا من المجاز..
التكثيف والاختزال واللقطات الدقيقة تيمات أساسية فى هذا النص
خالد خشان شاعر لايتحايل على الكتابة ولا يستجدى الكلمات ..نحن امام نص استدعى الزمن الماضى وجعله حاضرا كى يوهم القارئ ببداية اللحظة وليس من حيث انتهى
وماذا عن يدها
وهى تترك كل ماتحمله لأطفالها
وتمتد بحنو لتصافحنى
الصحراء هى المكان الشاسع والهواء النقى وفى نفس الوقت هى القفر المجدب وقد تكون جرداء لازرع فيها ولاماء وعندما يقول الشاعر..صحراء غرفة النوم..إذن كيف تكون صحراء وهى بها مابها من أثاث ومفروشات ولكنها صحراء لأنها تخلو من أنفاس الأحبة الذين كانوا يملأون المكان بهجة وأنسا ومحبة لسحر الحياة وعبقها
وحيدا
فى صحراء غرفة النوم
أقف أمام المرآة
أتمرن على احتضانك
كل يوم
بعد أن ذكر كل ماذكر عن ديمومة العلاقة التى أوهم بها القارئ فى مستهل النص نجد أن المقطع الثانى يخاطب فيه الحبيبة وكأنها حاضرة
من عيوبك 
أنك لاتحبين السكارى
وهم يعودون فى آخر الليل
أنقياء كلأطفال
المخاطبة هنا موجودة فى ذات اللحظة فى الزمان والمكان..ولكن سرعان مايفجعنا الغياب الذى فجع الشاعر قبلا وجعله يتخبط فى خواء لامفر منه 
أين أنت الآن؟
كل ماكتبته بعدك
فى كل هذا الخواء الغذير
ماهو إلا مسودات للندم
الذى أينع مبكرا
إذن النص كلية قد اعتمد الخواء تيمة اساسية 
الشاعر هنا يستنطق يستنطق الزمان والمكان بكل الموجودات من جماد وأحياء
نص زاخر محكم الصياغة
قصيدة النثر عند خالد خشان عالم من الشساعة يسكن فضاء اللغة بأساسات راسخة ولقد 
قسم دكتورحاتم الصكر النصوص النثرية الى قسمين..قصيدة النثر وقصيدة السرد التى هى اشبه بالقصة القصيرة مع تكثيف الشاعرية على أن يكون الحكى هو السمة الغالبة عليها عكس قصيدة النثر التى اعتمدت التكثيف والاختزال والعبارات المقتضبة واللقطات المشهدية السريعة يقول خالد خشان فى لقطة مدهشة
خذى مقصا صغيرا
ومن حاشية شغفى بك
اصنعى سرب فراشات
واتركيها تحلق
بمستوى ركبتيك
كل يوم
وأنت تذهبين للمقهى
للأصدقاء 
للشعر
القارئ لنص خالد خشان يدرك مستوى الارتقاء بالكتابة الذى انعكس على النص بدءا من العنوان حتى نهاية النص
فضاء اللغة عنده يمتد بامتداد صحرائه التى يعيش فيها وحيدا..يصرخ فى صمت ولا من مجيب اللهم إلا من ذكريا تتداعى انجبت لنا نصا مدهشا
هذه قراءة سريعة فى نص خالد خشان لم تتطرق الى كل جوانب النص نظرا لظروف صحية قاسية مع التمنيات بقراءات لنصوص اخرى لهذا الشاعر المبدع