إذا اختفتْ المرايا بقلم عامر الطيب العراق


إذا اختفتْ المرايا
و الأشياء الأخرى التي تجعلنا نعرف أنفسنا
و خطر على بال كارل ماركس
أن يقصد البحيرة
فشاهد لحيته مجعدةً
و ابتسامته ضيقة التنفس
لفشلَ في أن يحب نفسه
كما فعلت الأساطير قائلاً :
لقد اكتفى نرسيس بالنظر إلى البحيرة
و ينبغي أن نفعل أكثر من ذلك
فما بقي من الوقت كاف
لتغيير العالم..
لو اختفت المرايا
و الأشياء الأخرى التي تجعلنا نعرف أنفسنا
و قصد شوبنهاور البحيرة ذاتها
بأعصابه المتقدة على الدوام
لحجز مقعده الذي حجزه الآن و قال :-
لا يمكن أن أحب نفسي
لو يستطيع خالق البحيرة أن يجففها الآن !
...
يجب ملء رئة العالم بالهواء
أو بالليل
لعله يعي الأمل الذي نتفاداه
أو فداحة الأشياء التي نكتب عنها
لعله يصير ولداً صغيراً ينطق نيابة عن أصابعه
أو سكيراً يصيح في الغرفة :
لم أنس شيئاً في الخارج
افتحوا لي الباب
أريد أن أدخل الآن !
...
اليد يمكنها أن ترسم عيناً
لكن العين لا يمكنها فعل ذلك
إلا أنها مع كل دمعة بطيئة
ترسم يداً تلوح نحو جهة ما !
...
أيها البطل اغفر لي
فقد أردت أن أصبح بطلاً
و قلدتك بالمشي
و الأكل
و ضربت الجدارن الهزيلة لأبالغ لهشاشة أعدائي!
...
لم يقل نيتشه
لقد مات الله
لكنه قال :
ماتت مارلين مونرو
و حاول الجميع أن يستفسر عنها
لكننا الآن
و قد شهدنا مارلين حية بثديين شهيرين
و ميتة بثديين أكثر شهرة
فبإمكاننا أن نقول :
لقد مات الله!
...
غابت الشمس منذ مئة سنة
و فقدت بصري بعدئذ
و إلى الآن
أقرأ كتباً كثيرة عن الكواكب
إلا أن الشمس فشلت بأن تشرق مرة أخرى!
...
تقول المرأة ضع يدي بيدك
عندما تريد أن تهرب معك
إلى الجبل
أو عندما تشعر بالخوف من قتلة على الطريق..
و عندما تضع يدك بيدها مباشرة
فأنها تحاول أن تضيع
الوقت إلى أن تبتكر خللاً !
...
اليوم هو الخميس
لكنه قد يكون يوم الجمعة في بلاد
تتقدمنا في التوقيت
ولن يلاحظ ذلك إلا عاشقان
حيث تدق الثانية عشر
فتصير صباحاً
مما يجعل الرجل يشمئز
من أن يبدأ يومه الثاني مع امرأة..
اليوم هو الخميس
لكنه لم يكن كذلك
قبل مليون سنة
حيث لم تبتكر الأيام و الأسماء و الرسائل
عندما كنا نراقب اللحم
يصير لذيذاً فننتبه لما قلناه
و يتعفن فننتبه للوقت !
...
ليس بيد العالم أنْ يكون مرحاً
أو عفوياً
لقد صمم بهذه الطريقة
ليصبح بشعاً مثل وجه الذئاب المريضة
في القصص
عيناه ضخمتان
لا يمكنه أن يفركهما بأصابع أحد ما ..
و شفتاه صلبتان
لا يستطيع أن يبوسَ الواوا !

إذا اختفتْ المرايا بقلم عامر الطيب العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 11 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.