رسالة إلى الحظ بقلم دامي عمر المغرب
نتخاصم معا
نتعارك كثيرا
ولكننا لا نفترق أبدا
أيها الحظ
..
عاثرا جئت
مطرودا من الجنة
تحمل بذرة جحيمك
وها هي تتآيك
كشجرة النار
في غابة الروح
...
لم تخلف مواعدك معي
تمنيت لو تتعثر في الطريق
تكسر رقبتك
او حتى خنصرك أيها الحظ
تتأخر ساعة
حتى اجرب لذاذة النصر
...
إنهم يعرفونك
بعطري
و الواني المحايدة
و الخط الغائر بين حاجبي
نسخة أنت مني
كلما رميتك
اعادوك إلي كالخف المشؤوم
...
ليس صدفة..
هو حساب بالغ التعقيد
أن أكون في النقطة المناسبة
من خطوط الطول والعرض
وخطوط الحظ
وخطوط الغيب المقيد في اللوح
وتسقط من السماء
قطرة تغرق
سفني المحملة بالادعية
...
هل كنت هنا أيها الحظ
بين هذه الحجارة
أو جذور الرتم
أم على رؤوس شوك الكبار في ايام الصيف
تنتظر قدومي بأناة
كي تصعد على قفاي
تعصب عيني
وتقودني نحو الهاوية
...
سأضع رومانسيتي جانبا
أكلمك وجها لوجه
لن أكلف نفسي
وضع قناع المحارب المنتصر
أيها الحظ
أنا جثتك
فاحملني..
وامض نحو حتفك
...
مضغة ..
هي مضغة ماتزال تشم عطر الوردة البعيدة
فلا تعجب عزيزي
إن رأيتني
أزرع في الارض التي أحببت
بذر الدوار الذي أحبه
ذلك سجنك الفاقع
أيها الحظ
يا ابن الكهوف الغارقة في العمى
...
إبتسم
شخص ما يأخذ لنا صورة
نحن أنسب صورة
لصحفي كتب مقالة
عن أقدم صديقين
في زمن يبذرك الاصدقاء
كما يبذرون كل شيء
و يعودون فيه إلى زوجاتهم
وقد تأبطوا أكياس الخسارات
رسالة إلى الحظ بقلم دامي عمر المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
01 يوليو
Rating:

ليست هناك تعليقات: