ملح المجاز بقلم محمد قاسم جواد العراق

من ملح المجاز
خلقت القصيدة الأخيرة
للعاصافير العابرة
من نوافذ صدري إلى أشجار ضلوعي
السقيمة
التي تبخرها روائح الإبتهالات المضنية
لترسم الإنسكابات للأرصفة
المتربة بأكاذيب الحبّ الملفقة
بين الخائنين لا العاشقين
العشاق الذين لاتسكرهم شفاه الغواني
الراكبات على جنح البارات
كشياطين الشهوة
الذين لاتطارد نظراتهم
مؤخرات العابرات على أرصفة الذهول
في أزقة الأفكار المقيتة
هم الحقيقيون
للمجاز ملح
عندما تغردك البلابل
وتقبلك الأشجار وتتوجك نبياً للأغصان
شجرة أنا
يراودها الخوف
ولا علم لها بالتأويل
لكنها تفقه بالفطرة أن شحذ الفأس
يعني أن تبحث العصافير عن مأوى لها
يكون خارج حدودها المهتوكة
ويبقى الملح للمجاز
ويبقى المجاز للملح الوفي
ويبقى المثرثرون في فضاء
الشعر ذباب لايفقه
غير الطنين