الألم الذي أخشاه بعد الموت ......زكريا شيخ أحمد / سوريا
حشد غفير من الشتات
تارة يضمني بعنف ،
يمزق بمخالبه الحادة أحشائي
فيخرج أحشائي الممزقة
على هيئة شرود موجع من عيني
و طورا يدهسني
و يسحقني كما يسحق رجل غاضب
عقب سيجارة بحذائه
فأبقى ساعات ملتصقا بالأرض ،
بصعوبة بالغة ألتقط أنفاسي أنهض مترنحا .
الذين يحبونني ،
الذين أحبهم
يتداخلون بي و أتداخل بهم ،
استنشق رائحتهم ،
أصرخ بأعلى صوت ،
لا احد يراني .
لا احد يعيرني آذانا صاغية .
بصعوبة بالغة
أكوم نفسي و أنهض .
لا اريد الموت ليس كرها بالموت ،
ما يشغلني هو الوقت الذي يعقب الموت .
لا أخاف كل الألم أو العذاب الاحتمالي
الذي يعقب الموت .
ما أخافه الألم و العذاب الناجم
عن رؤية من أحبهم
يتعذبون في الحياة
و انا أنظر إليهم
من خلف ستار ممددا عاجزا تماما
عن نطق أي حرف أو القيام بأي حركة أو إشارة
أخفف بهم آلامهم و عذاباتهم .
ذلك الألم هو الألم الوحيد
الذي أخشاه بعد الموت .
الألم الذي أخشاه بعد الموت ......زكريا شيخ أحمد / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
23 يوليو
Rating:

ليست هناك تعليقات: