في بذلة الغوص والفراشة .......فوزية أوزدمير/ سوريا
في بذلة الغوص والفراشة
تتألّق
الكتابة بغمزة
لم اختر مطلع أغنية أدندن بها في هذه الأمسية
بدأت الرواية بحدث مصادفة الروائي لامرأةٍ عجوز في الشارع ..
تحمل ساعة بلا عقارب وتسويّ شعرها براحة يدها ..
وتسجل أصوات العابرين في أقراطها ، كي لا تسمعها الجدران
كان الرجل يجلس على الأرض ممسكاً رأسه
أووووووه
قال الرجل
وسألها عن الساعة وتذكر فجأةً أعمال في المنزل لم يقمّ بها ..
عاد إلى المنزل لتواجهه مشكلة أكبر هناك
كانت مُستلقية على أغطيته الحريريّة تلاعب قطتها السوداء ..
وتقلّب في دفتر الملاحظات الأزرق ، وهي تعضّ أطراف أقدامها الصغيرة
وأنا لأسبابي أجوبُ السماء التي فوق النجوم وأنا معتق الروح
الخمرة شراب يسيّل في الفراغ بينما أنا شراب يسيّل في الوقت
إذا حبست الخمرة في الدن ؛ فلن يكون لها أيّ مجال كي تسيّل
من الأفضل أن تسيّل الخمرة بحريّة ؛ لأنّ من المخالف لقوانين الطبيعة أن تتوقّف في مكانٍ واحد
لم أكن مصاباً ب متلازمة المنحبس ..
ولكن تأسرني الكلمات التي تخرج من أجسادٍ على حافةِ النهاية
أحسُّ بماضيّ يتلاشى ، لا تزال حياتي موقدة داخلي ، ولكنها بصدّد التحوّل شيئاً فشيئاً إلى رمادٍ للذكرى
كانت تتقافز برأسها وتختلط ، ثمّ تعود إلى نقطة البداية ، ومجدّداً تتقافز لتحتلّ مساحة جديدة ..
لتدمدم بقصّة من خيالها
في الساعة الثانية ، لم يحدث أيّ شيء ، توقفت العجوز قُرب الحانة
ربما حُلّ رباط حذائها ، أو ربّما ترغب في التدخين ، أو تنتظر حفيدتها
أو ، أبداً ، لا شيء من ذلك ..
مجرّد وجهة نظر على سبيل المثال لا أكثر ، لكن مهلاً
ها هي ذا تختفي وراء المُنعطف ، تختفي داخل معطفها الطويل السميك الأرجواني
ليس بتربيعات ، ولا بمُخطّط ، وليس _ اللعنة _ بأرقَط
دعك من كلّ هذا ..
مرّة كان هنالك رجل أحمر الشعر ، ليس لديه عيون ولا آذان ، لم يكن له شعر أيضاً
كان يطلق عليه المسمى نظرياً أو مجازياً فقط
لم يكن يتكلم ولم يكن أخرس ، ولكن لأنّه ليس لديه فم ، ولم يكن لديه أنف ، ولا سيقان
لم يكن موجوداً مُطلقاً .. !
لذا ليس واضحاً عمن تتحدث .. ؟
بينما أنا بقيت واقفاً استمع إلى أفكاري ، وكأنّني أقّف خارجها بمعزل عنها ، كأنّني لست من يسيطر عليها ..
ربما الحياة لا تساوي شيئاً ، ولكن لا شيء يساوي الحياة
لا أدري أين سمعت هذه المقولة ؟
لكن قل لي من الأسوء الأطفال أم الموتى ؟
سألته _
أظن الأطفال هم الأسوأ ، إنّهم كثيراً ما يزعجوننا
بينما الموتى لا يتدخلون في حياتنا
لم أغلق الباب ، تركته موارباً ربما ستأتي ؟
ثمّة أمور في الحياة ينبغي على المرء اقترافها وحده بلا شهود .
في بذلة الغوص والفراشة .......فوزية أوزدمير/ سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
27 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: