مُجَرّد لَطْخةٍ سوداء محمد خلاد المغرب


حوْلَ كَوْنِك المُوحِش
تدور أفلاكُ الزمن الميت
وقدْ وصلتَ إلى المُنتهى
على جُرف زفْرتِك الأخيرة
تجلس مع عُمْرك الهارِب
تُفاوِضُه أن يبقى ثانِيةً واحدة
لعلَّك تُعيد خَلْقَه
بما تبقّى من صَلْصَالِ الله
قال لك عُمْرُك َ ساخرا:
من أنتَ أيُّها الطاغِية؟
تحتاج إلى لَوْح تكتب فيه سيرتَك
كم قتلتَ في حروبك من كلمات
وكم شربت من دم الفراشات
وشنقْتَ مِن أحلام
فأسطورتُك الآن انتهت
و ستظلُّ أسيراً
في جَمَاجم ضَحَاياك
بدون سِفْر ٍللخروج
لكن هذا العُمرُ سَخِي
منحك ثانيةً وأخرى
وما عثرتَ على لَوْح
عجنتَ الصلصالَ وقذفتَ به
في هُوّة الخواء
فتشكَّل كوكبا مُخَرَّما
مملوءً بكوابيس الموْت
ماذا يعني أن تعيش إلى الأبد
تدوس على الأزهار
وكل شيء قَفْر في يديك؟
لا حِبْر ولا لَوْح لك
جثَّتُك تفسَّخت تحت جلدِ تمساح
ودموعُك المُزيَّفة جَفّت
منذ موتِ هَابيل
مَرَّ مثلك الكثيرُ من الطغاة
ولم يبْق منهم أثر
بقي الغرابُ الشاهد على القتل
ينْعَق وحيدا في الخرائب
أمامَ رَمِيمِ عِظام
مهما صلَّيْتَ فبابُ النهاية
مُوصدٌ أمامك
لن يُكلِّلَ أحدٌ رأسَك بالأشْواك
أو يُلبِسَك ثوبَ يسُوعَ القِرْمِزِيّ
ولن يحْمِلَكَ صليبٌ
فلستَ نبيّاً
يُزِيل الوحلَ من قدميْك
قُدّاسُ القَرابين
أنتَ مجرَّد لَطْخَةٍ سوداء
نَسِيَها التاريخ
على جِدار كهفٍ مظلم

مُجَرّد لَطْخةٍ سوداء محمد خلاد المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 13 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.