قصيدة من قش ...........هيثم الأمين / تونس
على رصيف دفاتري
تنام
قصائد من قشْ
تتبوّل عليها كلاب الحزنْ
و يطاردها بوليس الآدابْ
بتهمة ترويج سطور داخليّة لا تلائم مقاسات الفضيلة!
و الرّيح يا سادتي،
كلّما أمسكتُ دفترا من دفاتري،
تجيء بكلّ عويلها
لتصافح أصابعي المشتعلة!
و الرّيح و النّار
أعداء القشْ
و أنا
كلّ قصائدي من قشْ!
فهل صدّقتم الآن
أنّي ما خطّطتُ، يوما، لحرق قصائدي؟!!
تقول قصيدةٌ:
- فرّتْ،
من آخر حريق،
على متن زورق ورقيّ،
زورق صنعته، ذات مزاج جيّد، لطفلة مصابة بالأرق لتسافر على متنه إلى حلم سعيد -
الشّعراء لا قلوب لهم.
بكلّ تعبهم/فرحهم يضاجعون أصابعهم المشتعلة
و كما العاهرات
يلدوننا على أرصفة الدفاتر
أو في رفّ للصمت
أو يتركوننا على عتبة عيون تقرأ بملل واضح
ثمّ يمضون بألسنة تلهج بأغاني غيرهم!
تقول قصيدة أخرى،
- قصيدة لم تجرّب، بعد، لعنة الحرائقْ -
و هي تتحسّس، بهوس سحاقيّة، تفاصيل امرأة عارية تفترش سطورها:
أنا لا أصدّق هذا!
الشعراء آلهة الأبجدية و لسان من لا لسان له و...
تقفز المرأة العارية من بين السّطور
تحشر ثديها الكبير في فم القصيدة لتصمت و تصرخ:
نعم، نعم
الشعراء لا قلوب لهم
فمنذ عام و أنا، بكلّ عريي، حبيسة القصيدة
تركني شاعر نخّاس، من أجل ذكور قبيلته، هنا
و مضى
يبحث عن حبيبة لا تؤمن بالشّعر
و لا تتعرّى على منصّات القصائدْ.
*
و هذه أيضا
قصيدة من قشْ
و كلّ أصابعي نيرون
فهل أضرم الحرائق فيها؟!!!
قصيدة من قش ...........هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
04 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: