ذات مرة، حين كنت أحب بقلم صفية العايش ليبيا

(1)
وكأنه يمسك كتابا
يلف يديه الباردتين حول عنقي،
لا يشعر بأنه يخنقني
ولكنه يفعل

(2)
يقبلني بإنكسار واضح
مفتوح العينين
لا ينزلق لسانه إلى فمي
بل يظل جامدا..
" هو فقط يعذبني "

(3)
يحضر لي تفاحة
أتخيل أن فيها سما
آخذها وألهو بها
ثم أعيدها إليه
حين يحل الظلام

(4)
يفكر في الصباح أن يتزوجني
ويفكر في المساء
كيف يمكنه أن يغيرني
كي أشبه فتاة أحلامه

(5)
أمضغ العلكة
أصنع بالونا كبيرا بها
ولا أبالي
إن سقطت السماء
أو بقيت عذراء إلى الأبد

(6)
أخبز خبزا في اليوم التالي
وأشاهد " شاكيرا " وهي ترقص
أحسدها على مرونتها
وتحسدني على شبابي

(7)
أرسل له صورة لي
وأنا حافية القدمين
لعله يرى كم أنا بيضاء
كقطعة جبن

(8)
يخبرني أحد المارة في الشارع
أن شفتاي جميلتان جدا
أشد نفسي كي لا أضحك
وحين أصل إلى المنزل
أبدأ في البكاء

(9)
أقفل أبوابي جيدا
كي تبقى الكلاب بالخارج
فلا طعام هنا يكفيها

(10)
أحرق بعض الصور
وأحذف البعض الآخر
وأوصد الأبواب جيدا
كي لا تعود