لست امرأة مغفلة بقلم مروى بديدة سوريا
علي يقين بأنني لست امرأة مغفلة....
مذ صغري الشقي و المحدب...
إعتدت على إبتسامة فاترة ...
لأن الذين يفتحون أشداقهم كثيرا ...
هم على قدر كبير من الغباء و الطمأنينة المزيفة..
لم يكن مهما كم لمعت عيناي...
المهم أن سعادتي كانت نادرة جدا...
لأن الأشياء العابرة لم أكن سعيدة بها يوما...
كنت أذرف دمعا حارقا كلما خسرت شيئا يخصني
لأنه ليس من السهل أن ننسب أشياءا لنا..
الا اذا كانت غالية أو على الارجح تشبهنا...
لم أكن أعول على الرب كثيرا في مسألة الحب...
كنت أقول ذاك الإله المفرط في البدانة...
يتغوط كثيرا في السماء و يفكر في الحرب...
هذا القلب لا يخصه أبدا...قلبي هذا لا يخصه...
لم أفكر في الإرتباط كفكرة غبية...
لم أفكر ابدا في الزواج و لم اضع يدي على نهدي
أو بين فخذي أو في إحدى الثقوب خاصتي...
كي أتأكد أنني أنثى و لم أجد في ذلك إثارة حتى
أنا فقط يهمني كثيرا بيتا مليئا بالحب...
يهمني كثيرا رجلا عظيما في الحب أيضا...
كي يعرف أساليب غوايتي و فرحي...
دون أن يحتاج الى تمارين جنسية ...
دون أن تخطر بباله حبوب" الفياجرا"و الحقن...
لأن الجنس لن يكون مهما بقدر الوله في قلبينا...
البيوت الخالية من الحب تندثر بطريقة مأساوية
جدرانها باردة و ليلها حزين جدا ...
أصابع الوقت تمخرها كثيرا الى أن تذهب بها...
أما أنا فأتوق الى بيت دافئ أيها الزمن الخسيس..
الى غرف ملونة لن أكترث بتأثيثها كثيرا...
سأعمرها بالشغف و أمسك جيدا بيد من أحب..
سأستقبل العصافير الصغيرة و السناجب الوديعة
حتى الغربان الضخمة و العناكب السامة سأستقبلها
سأتصالح مع الأشياء المخيفة أيضا و المقززة...
لأنني سخية و رحبة الصدر...
كل الذين لا يعرفون للحب طعما ...
هم لا يعرفون للشبق طعما...
للأسرة المجنونة و الليالي العامرة بالقبل و العناق
جاؤوا الى الدنيا حزانى و غادروا جثثا منهزمة...
هذا العالم المليء بالشر يحتاج حبا وفيرا...؟
الأطفال المصابون بنزيف اللثة
المصابون بجفاف البشرة
بسبب الفقر و سوء التغذية...
نحتاج حبا ...نحتاج رحمة عظيمة...
كي ننقذهم
كي لا يخلط البعض بينهم و بين مصاصي الدماء
و يكره النظر اليهم مطولا...
نحتاج قلوبا ناعمة أكثر من هاته القلوب...
كي نبني بيوتا آمنة و فرحة...
كي نخلق حدائق مزهرة في الاراضي القاحلة...
كي ننجب أطفالا بوجوه طرية نضرة و مسرورة
على يقين بأنني لست امرأة مغفلة...
لأنني مكتظة بالحب ...جدا مكتظة!
لست امرأة مغفلة بقلم مروى بديدة سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
18 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: