كالمجنونةِ أنا بقلم فوزية أوزدمير سوريا


كالمجنونةِ أنا ..
وجَدتني ألهث حَافية القدمين على شاطئ روحي 
ألتقطُ أصدافي المتناثرة ..
عساي أشّكل عقداً أو مسبحةً لقراءة ذاكرتي
وتلاوة ماتيسّر منها 
لن أخترع العجَلة حتى أتكئ على سيمائيّة الماء
لألجّ إلى مجازاته ..
فهو الحياة في الكتاب المقدس..
وهو الموت في الحياة ..
وهو الأمل ترميزاً ، لتلك التي فقَدت السّقاء
ليلة ولُوج القمر في سمّ الخياط
واختفائه خلف زرقة السماء ،
تحت الغيوم البيضاء
حين فقَد صنبور التعالق الوجودي ، والبئر جوفاً
أرحاماً تنتظر دفقة ًأو بعض قطرات ماء
للتوالَد مجازاً أو للتوالَد كفراً
فالأمر في كلّ الأحوال سيان
فهذا السّقاء
الذي بات سُّقاه غريباً
بين النوافذ والأبواب
سيزيفياً في شق ِّطريقه لرفع صخرةِ السؤال
والحلاج يقّف منتظراً الجواب
ليكتب رسالته إلى الله
وليسمع صاحبة الحانة قهقهاتها المجنونة
في الضوء الكابيِ للنيران ..
وهي تلتحف ملاحفها السوداء ..
تسيّر مُرنّمة بالأغاني المبكيات
تقرأ للسَكارى الحكايات
وهي تبكي محنتها لجفاف الماء .
كالمجنونةِ أنا بقلم فوزية أوزدمير سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 16 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.