للذي لم يولد بعد بقلم ديما الشيخ سوريا


للذي لم يولد بعد
لا تجئ ف الحيز مصيدة
الهواء دائم الإختلاج 
و الدرب هاوية
ف كن حيث أنت
لا شيئاً أو كائنا عدمي
تسبح في فسيح الخواء
إياك و الخروج من زلال الموتى
ف ما ستكون إلا محض كذبة في فم الشمس
تبصقك السماء على قارعة الأرض
ل تمسي جنازة متخمة ب أوهام الغد
لاهثاً في رئة الليل
ك سرير عجوز يلوك شهوة العمر
ف ما أنت إلا عين واحدة تتربص نوافذ الأيام
قلبك بحر متخم ب آهات المنافي
و ما أنت إلا غربة يسقيها عطش الشتات 
نسيت ظلك في زاوية المقهى
ف أمسيت غباراً يركله حذاء السنين
تهرول على حواف الذاكرة
ك سفينة ثكلى تخيط من أنفاس غرقاها
مدن و محطات
لن تكون يا بني إلا حفنة رماد 
و لغة تتلمظ مرارة النسيان 
عندما يتمرد جوع الحرب
ف تتصير حطبا يتوهج موتا
لا تجيء يا بني
ف قطار الغد صدأ نبضه
ف بات خردة ينام بين ركام الزمن
لا تجيء أيها الصهيل
و لا تمزق بكارة السكون المقدس
ذاك القابع في تلابيب اللاحياة
للذي لم يولد بعد بقلم ديما الشيخ سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.