القدمان للهروب فقط بقلم صفية العايش ليبيا



قدمي خارج اللحاف
ويدي تحت اللحاف
واللحاف يئن كثيرا
لقد مل من جسدي
جسدي الهزيل يناقش مسألة بيزنطية
من منهما خلقت أولا،
يدي أم قدمي؟
حين سيرسمني الرسامون
سأخبرهم ألا يرسموا قدميّ أولا
كي لا أهرب
أمي تنظر في عيني الناعستين كي تخبرني أنها في عمري
كانت تستيقظ مع الشمس
تركض من زاوية إلى زاوية
أمي امرأة طيبة
تتوقع أنني من الممكن أن أركض هنا وهناك لأجل رجل،
هي لا تعرفني !
أنظر في وجهها الأحمر وأفكر
لماذا لم تورثني عيناها اللوزيتان؟
(لا أشك الآن أبدا،
هي تكرهني)
آكل شطيرة الجبن وأشرب كوب الشاي
أنا أحب الجبن ولكني لا أحب الحليب
هذا تناقض آخر في شخصيتي
أحاول إخفاءه دائما
القمامة المتجمّعة على شاشات التلفاز
والشاب الذي غازل المذيعة التي ظنها جميلة
ثم اكتشف أحد الرجال أنها بلا نهدين!
هذه الأخبار العقيمة لا تعبرني
هذه الأخبار تحاديني
وكهزة أرضية فجائية
يأتي الليل محملا بأسراب البوم
وأغسل الصحون
كما لو أنني أغسلها أول مرة،
أحطم نصفها
وأترك النصف الآخر متسخا
وأنام مجددا وأنا أعقد قدميّ حول بعضهما
كي لا أجرؤ على الهرب
كي لا أفكر في
كسر ظهر أبي
كي لا أفكر في
تعذيب أمي
أنام ولا أحلم سوى بالموتى
والسقوط من أعلى الجبل
باتجاه نهر راكد!

القدمان للهروب فقط بقلم صفية العايش ليبيا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 30 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.