حبيبتي لا تحبني.......بقلم هيثم الأمين / تونس

حبيبتي
... لا تحبّني
و أنا، أيضا، لا أُحبّني
المرأة،
التي لا أعرفُها،
المرأة التي تنام، كلّ ليلة، على صدري
و صباحا تطهوني على حبّ بارد
و تُطعمُني أصابعها القصيرة مبلّلة بغلمة قصيدة ممشوقة الحزن
لا تحبّني
و أنا، أيضا، لا أُحبّني
شجرة التّين الكبيرة التي أسقطتني عن غصنها... لا تحبّني
النخلة الطويلة جدا – أنا القصير جدا – لا تحبّني
برج بيزا... لا يحبّني
برج إيفل لا يحبّني
الحدائق المعلّقة... لا تحبّني
و مرّاكش التي تلقمني نهدها في الحلم و لا تقبّلني  صباحا... لا تحبّني
و أنا، أيضا، لا أحبّني
الرّب الذي سرق منجلي و ذراعيّ ثمّ وهبني حقل قمح ناضج... لا يحبّني
الشيطان الذي نسيني مصلوبا على باب حانة تمنح النبيذ بالمجّان... لا يحبّني
الأنبياء الذين زحفوا على صدري لينسلخ عن جلودهم الوجع
لا أحد فيهم يحبّني
المعبد الذي قدّمت فيه خصيتيّ قربانا ليكتُبني في سجلّاته راهبا... لا يحبّني
الموت الذي يلوّح لي منذ أربعين عاما... لا يحبّني
و أنا، أيضا، لا أحبّني
كلّ الحمام لا يحبّني
كلّ القطط لا تحبّني
العصافير
القطارات التي تعود
الحافلات التي تصل في وقتها
سيّارات التاكسي التي لا يسلك سوّاقها طرقا أطول
و الأسماء الجميلة التي لا أحد أطلقها عليّ
لا شيء، لا شيء
من كلّ هذه الأشياء
يحبّني
و أنا، أيضا، لا أحبّني.