هناك من يلتهم قلبي بقلم بدرية محمد الناصر اليمن

في هذا الصباح تبدو الشمس حزينة
بالمناسبة أراها تعتمر قبعة سوداء
وأنا وحيدة هنا مثل تمثال يوناني قديم ,
روحه معلقة على مشجب الباب
كأنني تعودت على اليتم
يداي المتعرقتان تقولان هذا
فأنا غالبا ما أفشل في ترميم جراحاتي,
وأمي في الخارج تندب حظها ,
حيث الرياح تعصف بالدموع
بينما كانت تحكي للباب عن حبيبها الذي
خرج منه في يوم ما,
وظلت بانتظاره كل ليلة في نفس المكان لكنه تبخر في الزحام ولم يعد
ومن حيث هي أشارت إلي كي أختبئ تحت الطاولة
لم أكترث لما قالت لأنني كنت قد كبرت,
كبرت بما يكفي الإحساس بالفقد
........
آه يا أمي كم كبرت,
وكبرت في رأسي الكوابيس
في صدري جرح مفتوح
وهناك من يلتهم قلبي بشراهة
فكل ما حولي يتنكر لي ويرحل بعيدا
مقبض الباب الملتوي منذ رحيل أبي,
صندوقه الخشبي
العكاز الذي كان يسنده في الطريق إلى الدار
أشياء كثيرة تنوء بي عنك
عدا تلك الشجرة التي علقت عليها رؤوس إخوتي ,
وظلت متمسكة بهم خوفا من وحوش الغابة
وهناك كبروا بما يكفي لصناعة مستقبل آمن للعائلة السعيدة
بينما الغيوم ظلت تحملني حتى أعالي الجبال
لهذا فقد صرت جزءا من طبيعتها الصخرية
ومن حينها وأنا أعشق الطيران
والابتسامة بنصف عين.