أُعبُر إن شئت ههنا بهدوء ..... بقلم فوز فرنسيس / فلسطين
أُعبُر إن شئت ههنا بهدوء
وإن شئت غادر الآن ..
لا حاجة لأن تضيّع بضعَ دقائق من وقتك الثمين في قراءة بوحي هذا
إنه مجرّد كلام عاديّ بسيط ولغو وثرثرة ...
إن كنت تبحث عن كلام معسول وغزل مبطّن بين السّـطور ...
أعتذر منك ..
غادر الآن .. وإيّاك أن تشتمَ أو حتّى تتلفّظ بكلمة سوء
حصني منيع لا تخترقُـه شتائمُك وكلماتك النابية ..
إن كنت تصطاد لغة ساحرة أو عبارة لافتة
أو تشبيها رائعا أو بلاغة ومجازا
فمعذرة منك ثانية .. خيّبت أملك
دعك منّي وارحل بهدوء
ولا تعتب أو تلوم ..
في عصرنا هذا يمكنك أن تجدها معاجم اللغة والقوافي وأبهى العبارات بضغطة زرّ بسيطة..
تريّث قليلا .. خذ نفسًا عميقا ..
فقد رأيتها نظرات الغضب تشتعل في عينيك
وتعابير السّخط تصارع شفتيك ..
أنصحك أن تغادر الآن ..
ولن يزعجني إن أفصحت وأدلَيْت ببعض غضبك ..
إن كنت مصرّا ومن عاشقي حبّ الاستطلاع والاستكشاف..
والبحث عن مكنونات الكلام..
تمهّل وتأنّى ولا يخيب ظنّك
ولا تكثر كغيرك السّؤال
قد يطول الانتظار ويطول..
فحينًا تحمل الكلمات تحت إبطها التحيّة والسلام
وقد تأتي ببساطتها لتبذرَ أملا وتُحيل سرائر حزنك
فيحطّ على وجنتيك ولو نزرًا يسيرا من الابتسام
وقد تخبّئ بين عفويّتها كمًّا جمًّا من الحبّ ونبذ الكره والخصام..
بين سلاسة ودهشة التعبير
تلقاها واجمة مثقلة بأحمالها خوابي الصّمت مكبّلة بالأصفاد لا تتحرّك..
هذه على شفة الاندلاع والتصدّع بين لحظة وثانية ..
بركان محموم ينضح بالحزن والآلام
وتلك أخرى تعجّ بالقلق وصخور الهموم...
لهذا ولأمور أخرى اعتذرت لك ومنك
عُدت وطلبت أن تكفّ عن المتابعة خشية على مشاعرك ..
هو من يدّعي الشّعرَ لا يقطن في العلياء وأبراج الحَمام
هو من يدّعي الشّعر
مُفعمٌ كيانه بالمشاعر مُرهَف حسّه
تقضّ فكره وترهق قلبه القضايا الجِسام
هو الشاعر ذاته ... حتى في صمته
كثير كثير من النّزف وتخذله اللّغة أحيانا فتـفقـد ورديّتها الأحلام
وهو ذاته من يدرك أنه ليس كلّ بوح يروقُ للأنام
أُعبُر إن شئت ههنا بهدوء ..... بقلم فوز فرنسيس / فلسطين
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
08 أغسطس
Rating:
ليست هناك تعليقات: