صوتي ذلك الشَّارع الأليف ،،، لا يعرف النّباح بقلم رزيقة بوسواليم / الجزائر


كيس نايلون يبلغ فرحة فاشلة في السَّماء
ثم يُخفق بامتحان التَّحليق .
أوَّل الشَّارع
خلاخل ترجُّ ساق إمرأة صاخبة
لا تهدأ خاصرتها على دكة أغنية تتصاعد أبخرتها من هاتف مشحون .
يتبعُنيِ صوتي ككلب أليف ،،
يُمسكني من فمي
يعضُّني بحنان رعشةٍ بكر
يقطعُ معي طريق الصَّمت الطويل ،،
على الحافة نقف
أنا وكلبي و شخيرُ مرايا تتكسر في الذاكرة ،،
نتحدث ،،
نتبادل الأحضان المبلَّلة ،
ثم أصفعه كفا بكف ،،
يضغطني إليه ،،
نسقطُ في الهاوية لنفتح قشور كلام قديم
ثم نختفي ذبابًا في حارة الخذلان .
مشيتُ هذا الصَّباح الأفقي ،،
وحيدة
أحذر ضربة الشَّمس ،
على الرَّصيف جثةٌ لظل هرم
تمضغُ العلكة
وتتحرَّشُّ بالعابرين .
قصدتُ دكان خياط ،
قصير القامة ،،
كثير الأدوات ،،
هاكَ طولي ،،
عُرضي الباهت أمامك ،،
رماني في فوضى القياسات ،،
على نظَّارته الطِّبية
عشُّ لقلقٍ حائر
وتاريخٌ من الإنحناء مكتوب على
الطاولة
أثرٌ لخطِّ طبشور نحيل يعوي مع درج خشبي يشتبك فيه صراخ الأزرار بالقماش .
خرجتُ ،،
بغرض الضَّياع في عمق الدائرة ،،
بدأتها عند النِّهاية
وعدت لقفلة النِّهاية الأولى ،،
الفراغ ظاهرة لا تفسير لها ،،
رغم اختلاف الزَّوايا والحفر والعربات
وأصوات باعة الشَّوارع المتهدلين .
تملَّقتني نملة
شرهة ، عصبيَّة ونادرة ،،
فسحتُ لها عطفي
ونهرت حذائي شفقة على زهو مؤخرتها السَّوداء ،
تعلَّقتني حبَّة غُبار جائعة ،،
أمسكتُها من رقبتها النُّقطة
فاختنقت عيونها بين يدي بالبكاء .
وأنا أفرغُ جرار الوقت من سوائلي ومعادني ،،
جسدي قطعةُ إسفنج تتشرب التِّيه
وبعض الرَّوائح المجلجلة ،
سمعتَُهَا تتسَّلَّل من تحت الآباط الضَّيقة ومن بين أفخاذ لاهثة ،
قطرةُ العرق اللَّعينة .
مشيتُ ،، ومشيتُ ،،
مشتْ على ظهري حبَّات ماء معذبة
تتصبَّب برودة
كلَّما أوغلتِ الشَّمس في الإفتراس ،،
تركتُ جلدي يسعى
إشتريتُ بعطشي آيس كريم ،،
طفلٌ فرَّ من ركلة شارع
إرتطم بعمود دهشتي
يسرحُ نحوي بعينيهٍ المحشورتين في العمش
مثل قطٍّ قلق أضاع سمكة ،،
خذْ
هذا حظُّك منِّي لهذا اليوم الجحيمي .
،
اليأس جوربٌ
له مدخلٌ وكلَّ مخارجه مطموسة ،،
اليأس قماط النَّفس الصًّغيرة .
تابعتُ سلخ الطَّريق ،،
الإسفلتُ جلدٌ حارق يتمطى ،،
السَّيارات كائنات تزحف على بطونها الفولاذية ،،
النسَّاء علاماتُ ترقيم عجيبة ،
الرِّجال أشجار يابسة تحتاج لتقليم أغصان التَّعب ،
الحدائقُ غربانٌ ماتت من صعقة طائشة ،،
والسَّماء سعير يجرُّ ذيله فوق الرؤوس .

صوتي ذلك الشَّارع الأليف ،،، لا يعرف النّباح بقلم رزيقة بوسواليم / الجزائر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 08 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.