في العتمة بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب

 في العتمة هناك ،مصباح يتيم و قصائد غير كاملة الولادة تنتظر سيارة "بيكوب"..
المحطة قاحلة و لا قارئ يلوح..
القراء يخشون العتمة
مثل ..بورجوازيين حديثي النعمة.

..
البارحة ،انتحر صياد في الميناء الفقير.كان كل يوم يصطاد قصائد ..لا تغني و لا تسمن من جوع..
كان السوق راكدا...
ربما كانت القصائد مسمومة ..

..
في الشارع المظلم تدور أحاديث لا تعشق الضوء.
سطر من رواية قديمة يضاجع كعب حذاء،
قصيدة فارة من نتانة فم شاعرها تقبل بائع العلالة في الكوخ المقابل..
أيضا كانت هناك أمي ،..تتبعها قصائد سحاقية الرائحة..
كم كانت فاتنة ،.. أمي و ليست القصائد.

..
..لم يولد "رامبو" في "كاريان بنمسيك" ..و لم يلج "مالارميه" خيرية "عين الشق"..
الأمر هكذا يبدو أفضل..و الا كيف كانت تبدو روائع "رامبو" و هي تتقيأ كل هذا التاريخ المخلوط بأجساد الأطفال العرايا ،برائحة الاسطبلات التي تجاور الأكواخ؟
كيف كان "مالارميه" سيدون لغته الراقية بينما تتسرب اليه لغة الميتم التي تتوفر على أكثر من سور خرساني بين أحرفها ؟؟؟
ربما هو أفضل هكذا...لشعراء آخرين..