حياة شاحبة بقلم إيناس صلاح الدين مصر
من خلف مقود سيارة مفخخة
تجلس حياتي الشاحبة مثل سيدة عجوز
تفكر في المنعطف الخطير على اليسار
الطريق إلى معجزة حبك
محفوفة بالمهالك
وأنا البطل الورقي الوحيد في بركة خوف
أربي ما تبقى من هذياني
شوقي طفح جلدي ، فاضح ومريع
وحدادي عليك عمر أمضيه وحيدا
أصقل موهبة تجاوز العثرات بخفة دم
وأضحك الجمهور الحزين في قلبي
كمهرج في سيرك
ليس بيدي حيلة
فحياتي التي تجلس شاحبة خلف مقود سيارة فيراري محترقة
تدخن لفافات تبغ رديء
وتشرب بيرة ساخنة
لا يعقل أن تكون البيرة باردة في سيارة تحترق
ينبغي أن أكون منطقيا حتى وأنا أكذب
بمناسبة الحديث عن الكذب
ثلاثة أرباع حياتي كذب
أستيقظ على كذبة أنك هنا
وأنام بعد أن أكذب على الجميع بشأن عملي وعلاقاتي ومشاريعي المستقبلية المستلقية في حمام ساخن برأسي
المشاريع التي تلبس مايوه
وتغسل أطرافها بحذر
مثل عروس جديدة..
لا يمكن أن أحرز تقدما واحدا في هذا الأمر
أقصد علاقتي بك
كل شيء بيننا فوضوي وغامض
صداقتنا مشبوهة
وأسئلتك المفاجئة اللعينة
تجعلني أعترف لك كما أعترف لشرطي المرور بأن رخصي منتهية الصلاحية
مخزوني من الكلام ينفذ كذخيرة جندي في حرب
ورأسي الذي تركته ستة ساعات كاملة
بين يدي طبيب مجنون
أعاده لي ملفوفا بشاش أبيض ودماء يابسة
لا أعرف ماذا فعل به تحديدا
غير أن وزنه ازداد قليلا
أشعر ان بإمكاني الآن أن أدخل مصارعة مع ثور
وأنطحه بقوة
لكن هذا لن يوقف تدفق الصحو في دماغي
وأنا أحتاج كليا لسكر دائم
لغياب تام عن الوعي
أو على الأقل لمسح شامل لذاكرتي
كي لا أتفطن
مرة أخرى
لحياتي التي تراقبك من خلف مقود السيارة التي تشبه الخردة
وتفكر في المنعطف الخطير بحذر
والحواجز الأمنية
والطريق المحفوف بالمهالك
والقوادات
وصبي يحمل بيده كيس حجارة
وحفر تلتهم كل شيء كثقب أسود
أنتبه لكل هذا
وبنفس اليد التي تأخذ حصتي من الخذلان كل مساء
أرسم طريقا آخر إليك
آمنا ومختصرا
فإذا ما شعرت براحة غامرة
ورضا تام
وأيقنت أن الوصول لك سهل
أسلك طريقا غيره
مبتسما كالغرباء في بلاد جميلة...
حياة شاحبة بقلم إيناس صلاح الدين مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
02 أغسطس
Rating:
ليست هناك تعليقات: