الطينُ يصير غيمةً بقلم مصطفى لفطيمي المغرب


الطينُ ،
الذي أخلطهُ بالرغوةِ ،
و أدلكهُ - قليلا -
مع الحَصى
و حبَّات الرَّملِ :
صار خبزاً تنقره القُبَّراتُ
الجائعةُ .
الطينُ ،
حيث يصير رائحةً .
أشمُّ يدي ،
و اسحبُ الخاتَمَ العالقَ
في الشفاه .
الطينُ ،
كأي نحاتٍ بارعٍ يُزيِّنُ اليابسةَ
في قصيدةٍ
و يبتسم للشعراء .
الطينُ ،
حينما اقرأ وصايا وديع سَعادة
و أنسى حَدْوةَ الحصانِ :
لا أذكرُ
لا عجلاتِ العربةِ
و لا القدمَ التي تضْغَطُ
على الحذاء .
الطينً ،
كلما كان الماءُ ينقص
كلما كانت كومةُ الحجارة تزيد .
و المطرُ حكايةٌ
قديمةٌ
مثل الصَّلصالِ الذي ينبت في جسديْن
منفصليْن .
الطينُ ،
ازداد بلةً ،
يدي التي كنت اقذف بها
كرةَ الثلج
صرتُ أرمي بها شِباكَ العنادل .
الطينُ ،
مثلما كان الترابُ :
غيمةً
من ظلها
ولدتُ .
صار في النهاية :
ظلاً
لغيمةٍ
ملفوفاً حول عنقي
كالأفعى .

الطينُ يصير غيمةً بقلم مصطفى لفطيمي المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 03 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.