لِخولةَ أطلالٌ ......بقلم أحمد رفاعي/ سوريا
ينتابُني وجعٌ ..
كأني لمْ أمُتْ
و كأنّ مفتاحَ القصيدةِ في يدِي
و الشامُ مازالت تُمشّطُ شَعرَها في شُرفةِ " الحمراءِ "
و الفُلُّ الدمشقيُّ المُدَمّى
سوف يفتتحُ المواسمَ كلّها في خدِّ عاشقةٍ ندِي
ينتابُني أرقٌ ...
كأني لستُ في المنفى
و خوْلةُ لمْ تزلْ تطهو الصباحَ
كَسربِ غزلانٍ تسرَّبَ منْ ضفيرتِها " بِبُرقةِ ثَهمَدِ "
ينتابُني قلقٌ ...
فأحملُ ضِفّتَيْ بردى على كتفي
و أمضي في بلادِ الرومِ
مَحنِيّاً كقوسٍ يَصطلي بالريحِ ناصيةَ الغدِ
مَنْ زَجَّ بالتاريخِ في زنزانةٍ
مَنْ قَصَّ أجنحةَ السماءِ على مَقاسِ المَعبدِ
من فَضَّ أرحامَ النساءِ بخنجرٍ
و أناخَ ذاكرةَ العبيدِ على بلاطِ السيّدِ
يا شامُ يُسْلِمُنا الطغاةُ إلى الطغاةِ
و نحنُ جاريةٌ
تعيشُ لكيْ تعيشَ
إزارُها غدُها
و عيناها بقايا فتنةٍ من أمسِها المُتَقَدّدِ
يا شامُ
مازلنا نحجُّ إلى عكاظ
لنشتري سَفَهَ الكلامِ لِطفلةٍ
ذُبِحتْ بأولِ حصّةٍ للحبِّ في بابِ الصباحِ المُوصدِ
ينتابُني صوتي
فأصرخُ في الفراغِ و أقتفي رَجْعَ الصدى
هل غادرَ الشعراءُ من مُتَردّمٍ
هل غادرَ الشعراءُ سورَ المِرْبَدِ
ينتابُني موتي
كأني لم أزلْ حيّاً
فألمسُ جثةَ الوقتِ المحنّطِ في دمِي
أنا مُقْعدٌ
يا ربّةَ الموتى
أمَ اني بعضُ آثارِ الزمانِ المُقعدِ
لِخولةَ أطلالٌ ......بقلم أحمد رفاعي/ سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
30 سبتمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: