صدقة بقلم بشرى خير الدين سوريا
كان يجلس بجانبي على شرفة الكافتيريا المطلة على الشارع، ينتظر أحداً ما
أتى طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره من الشارع المجاور يبيع قطعاً من البسكوت، طلب الطفل من الرجل أن يشتري واحدة، فالتفت إليه الرجل ثم أدار عنه وجهه وقرر أنه لن يشتري ، بدا أنه أقنع نفسه بأن الكثير من هؤلاء محتالين وهناك من يستغل الأطفال ليرضي أسبابه في عدم إعطائه النقود، عاجله الطفل برجاء (عمي اشتري مني بدّي اشتري سندويشة) الدمعة الخفيفة في عيني الطفل حسمت الأمر فناول الطفل ألف ليرة
أخذها بدهشة
وفرح لأن البسكوتة ب ١٠٠ ليرة
غاب الطفل دقيقتين وعاد أتعتقد يا عمي أن سوق الأحذية لايزال مفتوحاً؟ كم الساعة الآن أريد أن أشتري حذاءً؟ التفت الرجل الى حذاء الطفل الذي كان حذاءً نسائياً قديماً بكعب عريض مرتفع قليلاً، قال الولد هذا لأمي فأعطاه ألفين آخرين دون تردد، الطفل طار من الفرح وذهب على بعد أمتار من الرجل ثم عاد ليسأل الرجل (عمي لماذا أعطيتني هذا المال!)
لم ينطق الرجل بكلمة فقط تسمّرت عيناه في الأرض!
صدقة بقلم بشرى خير الدين سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
09 سبتمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: