لن تمنحك المرآة ما تريد .....أفين إبراهيم / سوريا


لن تمنحك المرآة ما تريد
دموعك ليست مالحة
وسكاكين الضوء على عنق السعادة تخيفك
كان عليك ان تشتري للبحر باب
ان تملأ جيوب ذلك الهواء الاستثنائي
بقطع صغيرة من قلبك قبل ان يتبخر
لكنك كما دائما
 تدخل الحب من النافذة المفتوحة على الجراح
تتعثرت بذاكرتك
تعود وحيدا دوني لخيالاتك
الان وقد مضى كل هذا الوقت الطويل
 أقول لنفسي أحيانا
كان عليّ ان أكسر قلوب كل الرجال الذين صنعتهم من أحلامي المتوحشة
 ان انفخ على أياديهم القاسية لتتحول من ظلال عملاقة لعصي نحيلة أضعها تحت سرير طفلي قبل ان يدخل الكوابيس
أقول لنفسي
كان عليّ ان أتوقف عن الكتابة للحب الذي في هذه الروح
 للحليب الذي يفور في صدري والكون
للضوء على أطراف المقبرة البعيدة
 للنساء العاجزات
الخائفات
الأنيقات بحزنهن
النساء اللواتي يصمتن طويلاً
يستبدلن الكتابة بباقة دموع أخر المساء
يضعن قلوبهن في صحون ملونة
ينسين خواتمهن على حافة المغسلة
يذهبن للنوم بقلوب معطوبة
تلمع فقط في الاحلام
كان عليّ التوقف عن الكتابة للرجال الأشقياء
 الذين يسفكون دماءهم على هذه الأوراق البيضاء
ليعودوا بوجوه امهات يلدن مع ابخرة الصباح
بآباء حنونين يخرجون من إطار الصور المعلقة على الحائط
يشعلون الحرائق لتمضي الحياة الى الجحيم دون ندم
لرجال يحبون أصابعهم
يقطعونها كل مساء
يرموها للهاوية
يستيقظون صباحاً بأظافر طويلة
وشعرة بيضاء جديدة تسأل
أين ضاعت الحياة ولما نحن مستلقون بجانب نساء لا نعرفهم
كان عليّ ان أتوقف عن الكتابة للرجال الذين احببتهم لأجلك
للذين صنعتهم لتتقاطع ملامحهم مع أخطاؤك
صدقني لن تمنحك المرآة ما تريد
دموعك ليست مالحة
وسكاكين الضوء على عنق السعادة تخيفك
كان عليك ان تشتري للبحر باب
ان تملأ جيوب ذلك الهواء الاستثنائي
بقطع صغيرة من قلبك قبل ان يتبخر
لكنك كما دائما
 تدخل الحب من النافذة المفتوحة على الجراح
تتعثر بذاكرتك
تعود
تعود  وحيدا دوني
لخيالاتك.
...
10/9/2019
لن تمنحك المرآة ما تريد .....أفين إبراهيم / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 16 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.