أيلول الأصفر بقلم نسرين المسعودي تونس

أيها الثقيل النائح فوق ضفاف قلبي
أيهّا الميت العائد من السعير
أدير ظهري
و أحاول الهروب منك
أوزّع الموسيقى بأوتار جسدي
أنهك الوقت بالسجائر و النوم
اسافر من رواية إلى غواية
لكنني أعجز في الخلاص منك
تلمحني بثغرك العابس
تنكز صدري أغصانك المتهاوية
تلطم رأسي أوراقك الذابلة ,المبلّلة بالرحيل
أقرّ و أعترف بإنكساري
أيها الخريف الموحش بالمساءات
أجدك بكل شامة مغروسة في جلدي
كلّما حاولت انتزاعها توّرمت
و نزف دمها
أفرّ الى الشوارع
فيسبقني ظلّك الحزين
هشاشة الصباح و شمسه الخجولة
خطواتنا المسرعة إلى اللذات
صخب الحانات
و قهقهة النادل
ترتّق جراحنا بالضحك
ثمّ تعصفنا كالريح
نسكر حتى البكاء الأبله كالأطفال
أيهّا الخريف الوفي لميعادك
تطرق أبواب حدائقنا
بزفير القسوة تنفث لهيبك البارد
تطرد العصافيرمن أوطانها
تلتهم الياسمين المتدلى على الجدران
ميلاد يصارع الكون
كبرزخ الذئاب
يملؤنا بالعواء و النحيب
يمدّنا بجرعات انتحار مقيتة
وجوه شاحبة
لعرس أيلول
ضفائرنا كأن السرطان نهشها
ملقية على البلاط
تقبضها أسنان المشط و تخيطها
تقتلعها من الجذور
أيلول....
أيلول الأصفر
و كأس الحزن البرتقالي