معنوياتي منهارة ......بقلم رضى كنزاوي / المغرب
معنوياتي منهارة كالاتحاد السوفيتي
قلبي بارد كأكياس الرمال عند الخنادق الحربية
حزني طويل كعارضات الأزياء
عميق كأمي ..
ورغم ذلك مازلت أسابق الشمس
إلى الشروق
والمتقين إلى صلاة الفجر
والديكة إلى الصياح
والصيادين إلى الزوارق والشباك
والقطط الى الحاويات
والطلاب إلى المدارس
والعمال إلى المصانع
و الكناسون إلى الارصفة
مازلت أتأنق في ارتداء ملابسي
حريصا على كل الحيثيات الشكلية الدقيقة
من نسق الجوارب إلى ضمختي العطر
تحت أذناي
كما مازلت أحافظ على نفس ربطة حذاء
الفراشة التي علمني أبي
وأنا طفل..
إذ لا أحد سواء كان رساما أم شاعرا
أم نحاتا أم جزارا...
أم بائع خطوط طول
وعرض في سوق الفلك والمجرات
الكونية..
أن يتجرأ ويشكك
في حبي لهذه الحياة
بقلبي وعيني وكليتي
وطحالي ومثانتي البولية
وما جاورها...
أتأبط قصائدي وزهوري
و سيرتي
الذاتية والمعنوية وكل تجاربي
وسنين عملي الطوال..
أطرق المعامل بابا بابا
والمؤسسات جدارا جدارا
ودور النشر نافذة نافذة
والحدائق نحلة نحلة
والسماوات السبع نجمة نجمة
والمحيطات قوقعة قوقعة
وبنفس الخاتمة التراجيدية
التي تنتهي بها كل الأفلام
والمسلسلات العربية
أعود إلى بيتي خالي الوفاض
كالعجوز والبحر في رواية
هيمنغواي..
أنزع حذائي
وتباني
وكرامتي و ذاكرتي..
و مواعيدي وأوراق تبوث هويتي
وبعد أن أضع رأسي الصاخب
كالملهى الليلي
على عتبة الوسادة
أشهد أنني بائس
وأنه لا ينقصني على هذا السقوط المطرد
نحو الحضيض
سوى مضيفة طيران.
رضى كنزاوي
معنوياتي منهارة ......بقلم رضى كنزاوي / المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 أكتوبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: