مذكرات ميت .....فتحي العريبي تونس





لماذا  كل  علامات التوجم و الدهشة على وجهك !
ماذا كنت تنتظر !
ما الذي كنت تتوقعه من إنسان معدوم مثلي !
تقريبا معاق ذهنيا ، و لا ينبس بــ بنت شفة
هذا الملعون ذو الحظ البائس و البخت المائل
سيحمل صور حياته الرديئة معه الى القبر
هذا التعيس  من أولئك الذين جاؤوا إلى هذا  العالم المنحوس حاملين مخلفاتهم و لعناتهم معهم
لقد تخلصوا من كل شيء يمت إليهم بصلة
من الاحلام ، من الرغبات ، من الشهوات ، من الخوف
و من كل القيم التي تجعل من الإنسان إنسانا
الفجوة إتسعت ، أصبحت اكبر من ثقب الأوزون
الحفرة العميقة  التي بينك وبين العالم
لا يمكن ردمها ، و لا يمكن ايضا تجاهلها اطلاقا
كما أنه لا يمكنك أن تتعامل معها بذكاء أو دهاء
كن حذرا ، فــ أي محاولة لتعديل و إصلاح الأمر
سيزيد الطين بلة و تزداد  الأمور تعقيدا
هناك فن إكتشفته و اكتسبته من كثرة الخيبات
اسمه فن الامبالات و  التخلي
أن تتصرف كأنك جثة  هامدة غير قابلة للحياة من جديد
جثة .. كل شيء كان  يعمل ضدها .. كل شيء
الوقت ، المكان ، الزمان ، المشاعر ، الاشتياق ،
القهوة  ، السجائر ، الوظيفة ، الترقيات ، الحوافز ،
المواصلات ، سعر المحروقات ، ظهر الحمار مخفض السرعة ، 
صلاتك ، ايمانك و الأشياء التي تحبها و التي تعني لك شيئا
كل هذه الأشياء تعمل عكس ما تصبو اليه
ايها الابله..توقف عن إقناع نفسك بكل هاته الأكاذيب :
و بأن الأمور ستصبح وردية .. و ينقشع الضباب
إنه العالم المعاصر ، مجزرة القيم و النقاء
لا شيء سيكون كما حلم و توقت هنا
و لكن لا تيأس..لك قناعاتك و قانونك الذي ستناضل كي تحققه هذه تعويذتك السحرية التي ستحميك من العالم المفترس
هذا درع طروادة الذي ستكون خلفه طوال الوقت ..
 ماذا الآن .. ؟
أنت من قلائل البشر الذين يكتشفون أنفسهم
داخل هاته المهلوسات ، لا مكان سيأويك
لا مكان تذهب إليه بعد كل هذا
عيونك مفتوحة ،  فمك مفتوح ، شارد الذهن
ماذا لديك الآن ..؟
انت  لا تريد تعاطفا من أحد
و لا تريد دعما من أحد
إذا .. !  ماذا لديك أيضا ؟
أنت لم تعد ترغب بتبرير و تفسير  الأشياء
و لكنك لم تصل بعد الى النهاية
ستتابع ..
لانك لازلت في البداية ... (ف.الع)
مذكرات ميت .....فتحي العريبي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 26 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.