إشكالية الترجمة الأدبية والشعرية بين العرب والغرب إعداد وتقديم :نوار الشاطر


يقول الجاحظ :(لابد للترجمان من أن يكون بيانه في نفس الترجمة، في وزن علمه في نفس المعرفة، وينبغي أن يكون أعلم الناس باللغة المنقولة والمنقول إليها، حتى يكون فيهما سواء وغاية )
وأقول : (إن الإبداع في الترجمة يتجلى في نقل المادة الأدبية المعنية مع الحفاظ على غلافها الروحي وزخمها العاطفي الذي كتبت به) .

يحتل الأدب والشعر المترجم مساحة كبيرة في المكتبة العربية حيث أنه يجذب شرائح مختلفة من القراء والكتاب والشعراء أيضاً كما تحفل مكاتب الغرب بمؤلفات العرب المترجمة في مختلف مجالات الأدب والطب والعلوم والفلسفة وغيرها فتبادل الثقافات الإنسانية بما فيها الأدب يرفد المجتمعات بالموسوعية وينمي الآفاق الإنسانيةويعزز المشاعر الراقية عندما يكون المحتوى الأدبي والشاعري هادفاً مبناً على منهجية سليمة فكرياً وخلقياً ،
حيث تعتبر الترجمة نافذة واسعة ومشرقة للانفتاح على الآخر والتعرف على تجارب المجتمعات ووسيلة للتطور العلمي والتقني والأدبي أيضاً فالاطلاع على الأدب الغربي ساهم في تطور الفكر الأدبي والشعري والنقدي العربي 
وأدى إلى نشوء مذاهب ومدارس أدبية وشعرية مختلفة لهاسماتها الخاصة و ساهم في حدوث تجديد على مستوى المضمون والأساليب الأدبية والمواضيع المتناولة وترك بصمة عميقة 
في ايديولوجية الأديب والشاعر العربي .
من أهم الأدباء العرب الذين لهم حضور كبير في الغرب ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الأديب والفيلسوف والشاعر جبران خليل جبران حيث ترجمت أعماله الشعرية والأدبية إلى أكثر من 108 لغة وهي الثالث الأفضل مبيعاً في العالم بعد شكسبير و الفيلسوف الصيني 
لاوتزه . 
وأذكر من الكتاب الذين برعوا في فن الترجمة إلى العربية وأضافوا من روحهم الأدبية على المادة المترجمة الكاتب والأديب مصطفى لطفي المنفلوطي على الرغم من أنه لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية تماماً و استعان بأصحابه الذين كانوا يترجمون له الروايات ومن ثم يقوم هو بصياغتها وصقلها في قالب أدبي مميز بأسلوب فني عالي ، وصياغة عربية في غاية الروعة. 
لا يخفى علينا أيضاً أن الأدب الغربي ترك أثراً كبيراً في مجتمعات العربية وأدى إلى تغيير النظرة النمطيةوالتقليدية للأشياء وللحياة وللمرأة أيضاً .... كما في رواية "مموزين "التي كتبها أحمد الخاني أحد أكبر الأدباء الأكراد كملحمة الشعريةوقام العالم د. محمد سعيد البوطي بترجمتها وصياغتها بأسلوب قصصي شعري يتحدث عن الحب العذري الوجداني السامي الذي ارتقى إلى مراتب الحب الإلهي مقدماً بذلك أنموذجاً أدبياً لا يفنى يغير من نظرة المجتمع المظلمة للحب العفيف وتبعيات السلوكيات الخاطئة في التعامل مع أمور الحياة حيث حاول الدكتور البوطي إيصال فكرة مهمة عن ماهية نظرة الدين الإسلامي لهذا الأمر وبيان عواقب الغلو والانقياد نحو التفكير الخاطئ السلبي الذي رسخته عادات وتقاليد بالية لا تمت للدين بصلة .
الجدير بالذكر أن العامل المادي يلعب دوراً كبيراً في إمكانية الترجمة إلى لغات أخرى فلابد من توفر دعم مادي وجهات خاصة تتبنى الأعمال الأدبية الجديرة بالترجمة وتروج لها على مستويات عالمية ....لكن إلى أي مدى نجحت الترجمة في إيصال روح الكلمة الأم والحفاظ على أسلوب الكاتب والشاعر الأساسي و هل أنصف المترجم المادة الأدبية وأوصلها للقارئ بأمانة ومهنية احترافية ؟ 
و هل يفقد الأدب والشعر روحه عندما يترجم إلى لغات أخرى ؟أيهما أصعب الترجمة من اللغة العربية إلى لغات أخرى أم العكس ؟ 
ماذا قدم الأدب والشعر المترجم للأدب العرب بشكل عام ؟ هل ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى لغات عالمية أثرى الفكر الإنساني العالمي ؟
حول هذه التساؤلات استضفنا نخبة من الأدباء والشعراء والمترجمين 
وكانت لهم هذه الأراء ونشكر حسن تعاونهم :

إنّ أيّ مشروع ترجمة لايدعم السّيادة الثّقافية الوطنية يعتبر نسفاً ممنهجاً للعبقريّة العربيّة وعرقلة للإقلاع الحضاريّ
الأديب والشاعر د. عز الدين الصغير /تونس
في إشكال التّرجمة
يجب أن ننوّه بداية بما أنجزه وينجزه المترجمون العرب من أشغال متميّزة في حقل ترجمة الآداب العالمية إلى اللّغة العربية من ناحية، وترجمة الشّعر والآداب العربيّة إلى لغات عالمية متعدّدة قصد تغذية العبقرية الأدبية والشّعرية العربيةمن ناحية أخرى. 
وإن تمعّنّا جيّدا في تاريخ التّرجمةبالوطن العربي نلاحظ أنّ إشعاع الحضارة العربية ارتبط دوما بزخم ترجمات المؤلّفات الأجنبية إلى اللّغة العربية، لما في ذلك من تلاقح أفكار، وتجارب إنسانية ثريّة ، وانفتاح كبير على إنجازات إنسانية تنويرية مختلفة، من شأنها المساهمة مباشرة أو غير مباشرة في آن واحد في إثراء المخيال العربيّ الإنسانيّ وبوّبته أعلى المراتب.
على سبيل المثال دور "بيت الحكمة" في العهد العبّاسيّ كان مفصليا في نقل الأدب الهنديّ والفارسيّ والفلسفة الإغريقية وغير ذلك من أدوار معرفية وفلسفية،وُظّفت لفائدة التّطوّر الفكريّ والحضاريّ الذي انتشر في العالم بأنواره الثّقافية المختلفة، مبلورا بذلك انعكاساته الإيجابية في البنى الذّهنية للأمّة العربية-الإسلامية.
ولا بد في هذا السّياق أن نبيّن أيضا أن ازدهار التّرجمة من العربية إلى اللّغات الأخرى والعكس صحيح، يرتبط إشعاعها بالقوّة الاقتصادية والتّجارية والثّقافية والتي ساهمت بدورها في بناء الدّولة المركزيّة باستقلال قرارهاالسّياديّ الذي حوّلته إلى ينابيع إبداعية نهلت منها العبقرية العربية- الإسلامية ما طاب لها من فيض مخيال وزخم معرفة وعلوم فائقة في شتّى المجالات.
عندما يختار مترجم،بصفة عامّة، مشروع ترجمة مؤلّف، يلتزم قبل كلّ شيء بميثاق معنويّ وأدبيّ مع نفسه، عادة لا يحيد عنه حتّى إنجازه.
إذ يحاول بأغرّ قدراته الفكرية والأدبية أن يضمن الرّوح الأدبية الأصليّة أو الرّوح الشّعرية التي يسعى،بصدق قريحته، تفجيرها من أعماق النّص الذي ينقله من لغة أجنبية إلى لغته الأمّ. التّجربة والحنكة يلعبان هنا دورا جوهريّا في تأصيل روح المؤلَّف المترجم إلى اللّغة الأمّ وكلّما كانت الرّوح تنبض بصدق وأصالة النّصّ المترجم،كلّما كانت التّرجمة متميّزة وفائقة. ولكن يجب الاعتراففي الآن نفسه،بصعوبة تحقيق هذا الرّهان، طالما أنّ تبلورالمخزون اللّغويّ والأدبيّ والثّقافيّ غير متكافئ،في أغلب الأحيان،من مترجم إلى آخر، والذي من شأنه أن يخلّ نسبيا بالرّوح الأدبيّة والشعرية الأصليّة. زد على ذلك تباين تكافئ امتلاك ناصية القاموس اللّغويّ بين المترجمين، واختلاف البنى النّحوية والتّركيبيّة للجملة التي يتعامل معها المترجم من لغة إلى أخرى.
وإنّ ضعف أو فقدان الرّوح الأدبيّة والشّعريّة إن انعكست في العمل المترجم، يرتبط ذلك أساسا بصعوبة تأصيل العبقرية اللّغوية المنقولة إلى عبقرية لغة المترجم الأم حيث الاشتغال على المعنى وحده من شأنه أن يفقد ما تحمله الألفاظ من دقّة في المصطلحات والمفاهيم والدّلالات والبنى الخيالية والمخيالية للمبدع.
وقد تُرتكب نتيجة ذلك أكبر الخيانات الأدبيّة والشّعرية، من طرف المترجم، في حقّ أصالة النّصّ وصدقه رغم رهان المترجم على النّأي عن أيّ تحريفله أو تزييف عرضيّاً وإن تجسّدت،كما يحصل في بعض الأحيان، خيانة النّصّ الأصليّ في النّصّ المترجم، بسبب لا وعي ولا مبالاة المترجم أو ربّما لأسباب أخرى يطول الحديث عنها، فلا بدّ من تحديد مستوى مسؤولية المترجم في إخلالهتأصيل ميثاق الوفاءالمتعهّد إيّاه مع نفسه وفي ما أنجزه بترجمته وحتّى يكون المترجم في مستوى الرّهان الذي يفرضه عليه ميثاق التّرجمة يتوجّب عليه الاعتراف بالخيانة الأدبيّة والشّعرية التي قد يرتكبها وقد يتعامل معها بأقصى صرامة وصلابة لتقليص تأثيرها في النّصّ المترجم، والعمل على ما قد يتسبّب فيه من عدم اكتراث بالنّصّ ومساهمته في نسف مقوّماته المعنوية واللّغوية والدّلالية التي اختارالمبدع طواعيّة إيصالها إلى القارئ بوفاء وصدق.
كذلك يتوجّب الإشارة في هذا الصّدد إلى تمأسسة مراكز التّرجمة التي يتعامل معها المترجم في الدّول العربيّة. ولما في أهمّية استقطاب الرّأي العامّ من إدراك مدى سلبيّات ممارسة مثل هذه الاتجاهات الفكرية الفاشلة، وكلّ ما يمكن أن ينجرّ عنه من تكريس سياسات انتقائيّة منحازة لمشاريع ترجمة مؤّلّفات على حساب مشاريع ترجمة أخرى،لا لشيء إلا نتيجة ميلها لمحتويات نقدية تسعى إلى تأصيل الحرّيات الأساسيّة وحقوق النّاس، وكلّ ما له علاقة بأبعاد فكرية ومعرفية وثقافية تنموية تحرّرية.
و الأخطر ما يمكن أن تتجنّى عليه التّرجمة هو ترسيخ التّبعيّة الأدبيّة والشّعرية ممّا يتسبّب في تكليس الفكر وقتل المخيال الحضاريّ وتحويل الأدب والشعر إلى عمليّة تحنيط وتعليب للعبقرية الاستعمارية في كلّ عمل أدبيّ وشعريّ. حيث يتحوّل "المبدع" إلى نسخة سيّئة الصّنع، فاقدة روحها الإبداعيّة الأصيلة وحتّى ظلّها الذي تكمن فيه بنى وعيه ووجدانه الحقيقيّة.
دوّامة التّقليد والمحاكاة يمكن اعتبارها في هذا السّياق شكلا من أشكال الاستلاب الذي يعمّق الاِنبتات وتقوقع الشّخصيّة القاعدية الوطنية خاصّة عندما يوظّف الإعلام ومراكز العلم والمعرفة لدعم التّرجمة لا لشيء سوى لتكريس التّبعيّة الاستعمارية وتدمير العبقريّة الإبداعية الوطنيّة. 
ماذا قدّم الأدب والشّعر المترجم للأدب العربيّ بشكل عام؟
ليس من السّهل بمكان تقييم ما جادت إيّاهقرائح المترجمين العرب من ترجمة أدب وشعر عالميّ إلى اللّغة العربيّة، وأهمّية الاعتراف بكلّ ما استطاعت من خلاله من رسم معالم تقدّم وتفتّح على العالم الخارجيّ، استفادت منه الحضارة العربيّة-الإسلاميّة بشكل أو آخر.غير أنّ ذلككانعبر التّاريخ محدودانوعا ما، أو حتّى في بعض الأحيان يمكن إقرارعكس ذلك تماما،وذلك نتيجة زيف ما يريد المنخرطون في المشروع الاستعماريّ تمريره لدعم الحداثة المزيّفة ومناصرتها وذلك من خلال الترجمة. كما أنّ انحياز جلّ النّخب العربيّة للمشروع الاستعماريّ في إطار ما توفرّه التّرجمة من دعم للثّقافة الغربية والثّقافة الكونيّة يمكن من خلاله نقد ما يتباهى به الغربمن إنجازات في حقل التّرجمة تغلب عليها ثنائيّة الصّراع بين الهويّة من جهة،والاستلاب من جهة أخرى. وللتّذكير فإنّ مشروع التّرجمة في الدّول العربيّةقد لعب دورا كبيرا في تعميق شعور الاغتراب والانبتات لدى النّخب بشكل متزايد، يكاد ينصهر كلّيا في المشروع الاِستعماريّ الذي أسّس له جغرافيا وايديولوجيّا سيكس-بيكو،وكلّ ما أقبل عليه في حين غفلة وجهل سحيق وضعف شديد للأمّة العربيّة- الإسلاميّة اجترّت،من وراء هيمنته الخبيثة،إلى الامتثال له والنّهل من معينه الآسن،مستلبة الرّوح، غير قادرة على تصوّر مشروع حضاريّ يأخذ بعين الاعتبار ماأنجزته الحضارة العربيّة الإسلامية من تفوّق أدبيّ وشعريّ قلّ نظيره في تاريخ الإنسانيّة.
إذ همّ الأنظمة العربيّة-الإسلاميّة الوحيديبقى،في هذا الشّأن، تكريس التّبعيّة وما لكلّ ذلك من علاقة سلبيّة وطيدة بالتخلّف والانحطاط. 
إنّ التزام النّخب بالتّبعيّةالغربية وتغليب الرّؤية الاستعماريّة على الواقع واحتقار حقيقة قدراتنا الخلاّقة المكبّلة، يكشف مدى عجزها عن صياغة وتقديم نسق فكريّ جديد مستقلّ للأجيال القادمة،يستمدّ قوّته من التّراث العربيّ الإسلاميّ،ويتنزّل في مشروع شامل للتّرجمة قادر على الإضافة ونحت مستقبل مزدهر تلتفّ حوله نخب وطنيّة جديدة مهووسة بالاستقلالية الفكريّة والثّقافية للإلتحاق بالعالم المتقدّم عبر تأصيل السّيادة الثّقافيّة الوطنيّة.
وبقدر ما تحقّقه الدّولة المركزية من قوّة حضاريّة واقتصاديّة وثقافيّة، كما حصل ذلك عبر تاريخ تداول الخلافة في العالم العربيّ الإسلاميّ، بقدر ما تفرض الدّولة سلطتها على التّرجمة وتوجيهها نحو ما ترنو إليه و ما تخطّطه من مشاريع تنموية ترتبط بعبقريّة المستعمر وتكريسها في الواقع بأشكال مختلفة.
ويجدر، في هذا الصّدد،الاعتناء بأهمّية ترسيخ القيم الوطنيّة العالية من خلال التّفتّح على المبادئ الإنسانيّة السّامية التي يزخر بها الأدب والشّعر العالميّ، الذي عادة ما يكون محلّ اهتمام المترجمين العرب الذين يعملون خارج دائرة الحكم المستبدّ وتبعاته الاستعبادية للمجتمع. إذ أنّ الأخذ بالاعتبار بإنجازات المترجمين المستقلّين العرب الذين يتمتّعون بوعي عميق بما من شأنه أن يساعد في استنارة البنى الذّهنية وتفعيله في بناء غد أفضل. غير أنّ حتّى التّفكير في إنجاز ذلك يبقى صعبا جدّا ورهين سياسات ثقافيّة وطنية تعمل بتناغم عميق مع المستعمر وسياساته الاستعماريّة الخبيثة.
كما أنّ أيّ مشروع ترجمة لا يأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنيّة المبنية على ترسيخ السّيادة الثّقافية من خلال ترجمة الأدب والشّعر العالميّ إلى اللّغة العربيّة ، يعتبر نسفا ممنهجا للعبقريّة العربيّة وعرقلة للإقلاع الحضاريّ الذي يفرض على "المترجم العضويّ"دعمه الفكريّ والعلميّ والثّقافيّ لكلّ مشروع وطنيّ يكرّس استقلاليّة العقل ومناهج عمله.
أيّهما أصعب التّرجمة من اللّغة العربيّة إلى لغات أخرى أم العكس؟
يبدو أنّ أيّ ترجمة تستحقّ إشادة موضوعية، سواء أكانت من العربية إلى لغات أخرى أو العكس، تستبطن بجوهرها خاصّيات تقنية وفنّية فريدة بها وكذلك عوائق وصعوبات مختلفة كما أشرنا لذلك سلفا. غير أنّ عبقريّة اللّغة العربيّة تبقى وطيدة، وليست بأيّ حال من الأحوال في حاجة للحجاج على ما هي قادرة عليه في حقل التّرجمة.
وكلّ مترجم نزيه يتعامل مع لغته الأم واللّغات الأخرى على حدّ سواء، ربّما يشيد للعالم، رغم أنفه، تفوّق لغته على اللّغات الأخرى، وذلك لما يمكن أن تتّسم لغته من ليونة وسهولة يبقى هو الخبير في شأنها. وبصفة عامّة يمكن القول أنّ إشكال التّرجمة لا يرتبط فقط باللّغة وامتلاك ناصية نحوها وصرفها وتركيباتها وتعقيد منطقها، وإنّما التّرجمة الحقيقيّة هي التّرجمة التي تتأسّس على استبطان عبقريّة اللّغة الأمّ وعبقريّة اللّغات الأخرى بما تحمله من ثقافات إنسانية عميقة وإلمام كبير بخاصّيات تاريخها في علاقته الواسعة والضّيّقة معا بتطوّر المجتمع النّاطق بها.
التّرجمة أمانة قبل كلّ شيء، وكلّ تعامل معها لا بدّ أن يخضع لميثاق أخلاقي وأدبيّ للاعتداد به والعمل على احترامه وترسيخه بقدر المستطاع.
هل الأعمال الأدبيّة العربيّة إلى لغات عالمية أثرى الفكر الإنسانيّ العالميّ؟
الإجابة عن هذا السّؤال يتطلّب منّا الاطّلاع على ازدواجيّة الموقف: موقف الغرب الذي نهل من أمّهات الكتب العربيّة التي ترجمها إلى لغاته المختلفة واستفاد منها غاية الاستفادة ممّا أهّله إلى الإقلاع والتّقدّم. لعب المستشرقون، في هذا الصّدد، دورا مفصليا في نقل ما أنجزه العرب من أدب ذاع صيته في كلّ أنحاء المعمورة. فمثلا كتاب "ألف ليلة وليلة" ساهمبصفة فعّالة في تعميق مخيال الغرب ومخيال الانسانية وشاعريّته إلى أبعد الحدود، وغير ذلك من ترجمات كتب أدبية وشعرية أخرى لا تحصى ولا تعد عبر التّاريخ،يسعى، اليوم، الغرب بأدبائه وشعرائه، بعد أن نهبها والاستفاد منها ، إلى تجاهلها وإقرار دونيّتها وحتّى تناسيها عمدا غير عابئ بما أهّله أن يكون إنسانا غربيا أكثر إنسانية. يكفي أن ننظر في الأدب الغربيّ وشعره وما يتناقله من أفكار وآراء حول الأدب العربيّ والشّعر الذي تمكّن من ترجمته لكي ندرك، من خلاله ومن خلال الاِستشراق، كما بيّنه ادوارد سعيدفي مؤلفاته المختلفة، مدى تنكّر الغرب وجحوده في هذا المجال. والفضل كذلك في تطوّر سلوكيات وأخلاقيات الغرب مدان للدور الشّعر والأدب الأندلسيّ الذي خلّف أثرا كبيرا في الرّوح الشّعرية والأدبية الغربية وقد ساهم من خلال التّرجمة في تحرير المرأة ووهبها بعدا حضاريا في علاقتها بالمجتمع الذّكوريّ الإقطاعيّ لم يره من قبل الغرب ولم يكن بالمرّة رائدا فيه.
كما أنّه لا يخفى على أحد أن المترجمين العرب قد توخّوا نفس المقاربة ، مقتدين في ذلك بما يفسحه لهم الفكر الغربيّ من عقيدة دغمائيّة مركزيّة تفوّقيّة، يعتبرونها السّبيل الوحيدلتحقيق الحداثة الغربية المزعومة، نافين في نفس الوقت إمكانية توسيع حدود الأدب العربيّ ومخياله الإنسانيّ الفسيح من تاريخ وواقع الإنسان العربيّ-الإسلاميّ.
يمكن في آخر المطاف أن نعي أهمّية قصوى الجهود التي لا بد من توفيرهاوبذلها بسخاء وحكمة من طرف المترجمين العرب قصد التّاثير أكثر في عالم الأدب والشعر العالميّ لكسر الجدران العنصريّة المقيتة والالتزام بالعمل الجادّ من أجل إنسانيّة أكثر إنسانية، متفتّحة على العالم، هاجسها الأعلى بناء إنسان إنسانيّ جديد.

القارئ الأوربي يحتاج أن يقرأ مواضيع جديدة متنوعة وهذا موجود عند الكاتب الشرقي لأنه يكتب بدم حار
الأديب والناقد حمودي عبد المحسن /العراق
الادب العالمي قدم الكثير للأدب العربي خاصة مفهوم الحداثة.
نعم الترجمة تفقد النص روحه وإيقاعه ، فقد قرأ ت شعر بوشكين باللغة الروسية، فكان هو بوشكين الحقيقي-الأصيل ، ثم قرأت ترجمة أشعاره باللغة العربية فكان بوشكين أخر، يختلف كلياً عن بوشكين الاول الحقيقي، ثم قرأت ترجمة أشعاره باللغة السويدية فكان بوشكين ثالث وهو ليس الأول الحقيقي وليس الثاني بل الثالث الذي يختلف عن الاثنين وهذا دليل على أن الترجمة تفقد المضمون الأصلي ، فما بال القاريء عندما يقوم مترجم ليس لديه اطلاع بالشعر أو عموم الأدب فكيف سيكون النص. 
الترجمة كثيرا ما تغير في جمالية النص وايقاعه وقد تبدل الصورة التشكيلية.
بعد احتلال الأندلس حصل المحتل على مخطوطات عربية كثيرة، ونقلت أغلبها إلى الفاتيكان الحالي و توجد معلومات أن الفاتيكان مازال يحتفظ بهذه المخطوطات ولم يفصح عنها ، وهذه المخطوطات لعلماء العرب في الطب والفلك وكذلك في الفلسفة والأدب ، ونوجز خمس مخطوطات تأثرت بها أوربا:
١- رسالة الغفران للمعري حيث تاثر بها دانتي في الكوميديا الإلهية.
٢- ترجمان الأشواق لإبن عربي حيث يتشابه بها كتاب دانتي الموسوم بعنوان مجموعة الأغاني.
٣- كتب متصوفة الأندلس أيضا تأثرت بها الكوميديا الإلهية خاصة فيما يتعلق بالإسراء والمعراج.
٤- كتاب حي بن يقظان لابن طفيل حيث تأثر به كل من جان جاك روسو في كتابه عقيدة قِس من جبل السافوا، وكذلك كتاب الأدغال لرديارد كيلنج، ثم تاثر به دانييل ديفو في كتابه روبنسون كروز.
٥- كتاب الف ليلة وليلة الذي تاثر به الغرب، وحولت الكثير من حكاياته الى أفلام سينمائية .
ويمكنني أن أقول ان مخطوطات الأندلس أسهمت في نهوض حضاري في أوربا كما أخذوا من زرياب الاتكيت في الأكل وتزين القصور في عصور متأخرة بالرغم من عذوبة موسيقى زرياب .
هذا، ويؤخذ على زرياب من قبل بعض الباحثين والمؤرخين العرب أنه ليس ادخل عرب الأندلس في النعومة والترهل بل وكذلك أدخلهم في التخدير الترفي مما جعلهم ضعفاء امام اعداءهم.
لم يعد الغرب مهتما بالأدب العربي في الوقت الحاضر لانه احدث طفرة تجاوزت الكفاءة العربية سواء في العلم او الفن او الادب، فالكتاب العربي لم يغره. 
هذا، وقد لاحظت ان هناك اهتمام بالقصص التي اكتبها باللغة السويدية خاصة كتابي (غازيل ) بالرغم من ذلك تم التعتيم عليه ليس لشيء اخر، وعلاوة على ذلك وصلتني رسائل من أكاديميين سويديين كانوا يشيرون الى انبهارهم وإعجابهم به. الان، متواصل في كتابة رواية باللغة السويدية تتحدث عن وادي الرافدين(السومريين) لان الكتاب في اخر المطاف يفرض نفسه.
سيما وأن الأوربي قد انتابه الجزع عما يكتبه الأوربي من أشياء مكررة، فالقارئ الأوربي يحتاج أن يقرأ مواضيع جديدة متنوعة جدية ذات معنى، وهذا موجود عند الكاتب الشرقي لأنه يكتب بدم حار.
الترجمة تحتاج إلى ثقافة شمولية ملمة بكثير من الأمور
وهنا أركز على مجال الادب، وكثيرا ما تثير الترجمة مشاكل عديدة على سبيل المثال ترجمة الف ليلة وليلة الى لغات متعددة في العالم، وهو من أشهر كتب الادب، كم يجب ان يكون ملما المترجم الإنكليزي بالتراث العربي - الاسلامي، وكم يستغرق منه وقت ان يبحث في مفاهيم مفردات الف ليلة وليلة، وفي كل الأحوال لم يستطع ان يترجم كما هو النص لكن مع هذا فقد ترجم الكتاب الى لغات كثيرة واعطى تاثيره والهامه ومكانة شهرزداد التي يعتقد الاوربيون انه تركت اثرا ملموسا على الشخصية الأوربية وخاصة المراة بهذه الداهية الذكية شهرزاد، فلذلك الترجمة من العربية الى الأجنبية صعبة .

إن الادب العالمي قدم وأغنى الثقافة العربية خاصة الحداثة سيما وقد بدات الحداثة من وجهة نظري بعد الحرب العالمية الاولى وظهرت مدارس عديدة وأساسها الدادائية ثم أنبثقت منها السريالية، والعديد من المدارس في الفلسفة والأدب والفن التصويري (التشكيلي)، وهذا ما انعكس بشكل واضح بعد الحرب العالمية الثانية التي طحنت الحرب الملايين من البشر، فكانت المدارس تعكس روءياها في الشعر والرواية واللوحة وانتقلت الى عالمنا العربي لكن الموءسف انتقالها صار اشبه باستنساخ وتصدير فظهر في العراق الشعر الحر وكان له رواده، ولم تظهر الرواية الا بوقت متاخر، انا من دعاة الحفاظ على لغتنا العربية لانها لغة جمال وشعر ورواية ومتطورة تستجيب لكل العصور، فيوسفني ويوءلمني ان يموت الشعر العمودي المقفى الموزون والبحث عن القول السهل في الشعر، ما يؤلمني ان تموت القصيدة العربية الأصيلة بموت الجواهري...يقولون ان الناس لا تفهم بالشعر الموزون، فإذن هناك خلل بثقافتنا العربية....الان يطرح سؤال ما بعد الحداثة لان الحداثة توجت ايضا بانتهاكات للإنسان والا لم يكتب كافكا في روايته القصيرة المسخ عن اغتراب الانسان في المجتمع الراسمالي، ولا يكتب سارتر رواية الطاعون....نحن اليوم بحاجة الى فكر انساني متجدد بعيدا عن الجمود العقائدي وبعيدا عن الحروب والمذابح والدكتاتوريات ...نحن بحاجة الى نصوص تجسد هذه الحالة البشرية التي تنقذ الناس من الاضطهاد والحروب ...هذا ولا ننسى ان الادب هو رمز تبادل الثقافات وليس تصادمها كما يسوق لها المنتفعون....الادب هو تلاقي الحضارات....وبالمناسبة ان الأديب هو اسبق من السياسي في رواية مصير البشر والقادم...لذلك مهما ابتعدت البلدان عن بعضها، ورسمت حدودا فإنها تلتقي بالأدب لانه عابر الحدود.
المترجم على أقل تقدير يجب أن يكون قارئا حذقاً متذوقاً للأدب باللغتين
الأديبة فرحناز فاضل /اليمن
الترجمة الإبداعية للشعر والأدب بشكل عام حيث أن الشعر أحد روافد الأدب الغنية؛ تحتاج إلى شخص متخصص متمرس يتقن اللغتين وأهم من هذا كله تحتاج إلى شخص ضليع بالأدب باللغتين التي يقوم بالترجمة من وإلى له تجربة وباع لا بأس به، أو تكون لديه تجربة وباع في أدب إحدى اللغتين وقارئا حذقا متذوقا لأدب اللغة الأخرى، أو على أقل تقدير يكون قارئا حذقاً متذوقاً للأدب باللغتين حتى يستطيع نقل الإيقاع الروحي والصوت الوجداني وما وراء كواليس الكلم وما يعترك ببطن المعنى لكل جملة ومفردة، ومع ذلك نجد أن الترجمة ومهما كانت من الطراز الممتاز قد انتقصت من العمل الإبداعي ولو قليلاً، وذلك لأنّنا يخوننا الصوت الوجداني وعدم تقمصنا تماما للإيقاع الروحي وعدم الدراية الكلية للكلم والمعنى وكواليسهما فنذهب برأينا في الترجمة مقام فهمنا وإدراكنااللذين قد يصيبا وقد يخطئ، فالمعنى غالباً في بطن الشاعر كما يقولون.
نأتي إلى نقطة أخرى هامة في لماذا تُنتقص روح العمل الأدبي بعد تعرضه للترجمة وهذا أيضاً لعدم الاختيار الصحيح للمفردة الصحيحة التي تترجم المفردة التي تقابلها في العمل الأدبي؛ حيث أننا نعلم أن المفردات تؤول إلى أكثر من معنى وكل معنى له مقامه وماهيته، وكذلك حَرفية النقل للعمل الأدبي بطريقة تبدو بدائية لا حِرفية فيها، فيتناول المترجم تجربته بنقل الحرف مقابل الحرف دون مراعاة للمعنى للاستدلال اللفظي والكلمي والجملي ودون مايحمله النص من مقومات الإشارة والتأويل والتضمير والتبطين.
الصعوبة في الترجمة تكمن في مدى قوة وعمق النص وجزالة لغته وكثافة معانيه، بغض النظر لأي لغة ينتمي ذلك النص. وإذا جئنا بتصنيف لغاتي عن أي اللغات هي الأصعب في ترجمة أعمالها الأدبية نجد اللغة العربية تقبع في أعلى القائمة لكونها لغة غراء غنية وغزيرة.
عامل الترجمة قائم منذ زمن غير بعيد ويعد عاملا أساسيا لتقارب الشعوب والإطلاع عن كثب على تجارب الشعوب وفكرها وثقافتها، وكثير من العرب أدباء مفكرين مثقفين علماء وفي شتى المجالات تأثروا بما لمسوه من الترجمة والعوالم التي انفتحت على بعضها جادت بريحها وهوائها وأهوائها وأثرت في البعض عميقاً جدا إلى حد الانشقاق من الجذور والموروثات الشعبية وتقمص ذلك الموروث من الفكر والأدب المترجم المستورد، والبعض لم يتأثر إلا قليلا وهناك من لم يتأثر إطلاقا، ولكن الشريحة العظمى من الأدباء والمفكرين والمثقفين تأثروا بشكل أو بآخر وهذا ما نتلمسه في كتاباتهم الخارجة عن موروثهم الشعبي والمتبنية للموجات الفكرية والأدبية الخارجية في موجةٍ للأدب العربي التي يوطئ تحت بند الحداثوية والتحديث.
إذا ما قارنّا مدى تأثر العرب بالفكر والأدب العالمي مع تأثر العالم بالفكر والأدب العربي نجد التباين واضحا في اختلاف طريقة ومدى وعمق التأثر من قبل كلي الطرفين، فالمنظور للعرب عبر فكرهم وأدبهم لدى العالم محصور نوعاً ما في صورة أحادية أو ثنائية اللون دون بقية الألوان، ونادرا مانجد أحد من غير العرب ألم بمعرفة واسعة ومكثفة عن ماهية فكر العرب وأدبهم، حتى فكأنهم لا يجدون شيئا ينأى بنفسه عن ذلك المنظور المحصور إلا ورموه في خانة الحداثوية العربية الناتجة عن تأثر العرب بفكر وأدب خارجي دخيل وليس موجود أصالة في فكر وأدب العرب، مع ذلك هناك العديد ممن يحترمون الثقافة العربية والموروث العربي من الفكر الأدب كما هو أصيلاً.

أَطْلعتنا الترجمةُ الأدبية على رؤى وثقافات جديدة؛ كان لها بالغُ الأثر فـي استيراد منظورٍ جديد للأشياء.
الشاعر د.حسان أحمد قمحية /سورية
نعم يفقد ذلك، إذا لم ينقل الـمترجمُ روحَ القصيدة فـي النصِّ الـمُترجَم، واكتفى بالترجمة الحرفية أو نقل الـمعنى الظاهر فقط؛ فالـمطلوبُ أن ينقلَ الـمعنى العميق مع الحالة الانفعالية التي مرَّ بها الشاعر، وما تنطوي عليه قصيدتُه من نصٍّ غائب. وهذا يحتاج من الـمترجِمُ أن يقرأَ النصَّ الأصلي عدَّةَ مرَّات، وأن يغوصَ ما بين الكلمات، وأن يبحرَ قليلًا فـي سيرةِ الشاعر وطريقتِه فـي التعبير وثقافته وبيئته التي نشأ فيها. ولا يخفى دورُ الزمن الذي كُتِبت فيها القصيدةُ والظروف التي أحاطت بتلك الفترة. ولذلك، ينبغي أن يترجمَ الشعراءُ والأدباء للشعراءِ والأدباء، فهم الأقدرُ على فهم بعضهم بعضًا وإدراك ما يَخْفى على غيرهم من فهمِ الـمشاعر وترجمتها بين اللغتين.
برأيي، الأصعب هو نَقْلُ النصِّ من العربية إلى اللغات الأخرى، وعلى رأسها اللغات العالـمية؛ فاللغةُ العربيَّة أوسع مفرداتٍ، والعربُ معروفون بعمق التجربة الأدبية إذا كان الحديثُ عن ترجمة الأدب والشعر. أمَّا إذا كان الحديُث عن الترجمة عمومًا، فالأمرُ يصبح أسهلَ فـي غير الترجمات الأدبية، مع بقاء بعض الصعوبة؛ فمثلًا اللغة الإنكليزية تقوم على جمل منفصلة، ونقلها متيسِّر إلى العربية. أمَّا اللغةُ العربية فتقوم على كثرة الربط والوصل بين الجمل والعبارات، والاستطراد والإطناب، ولذلك يحتاج الأمرُ أحيانًا إلى إعادةِ صياغة النصِّ العربـي بطريقةٍ يقلُّ فيها ما سبق قبلَ النقل إلى اللغة الإنكليزية.
أَطْلعتنا الترجمةُ الأدبية على رؤى وثقافات جديدة؛ كان لها بالغُ الأثر فـي استيراد منظورٍ جديد للأشياء. وما نقلُ الكثير من أعمال غير العرب، مثل قصص "كليلة ودمنة" و "ألف ليلة وليلة" و "قصَّة مدنيتَين" و "الإلياذة والأوديسَة" وأعمال "شكسبير" وغير ذلك، عنَّا ببعيد، بما أَبْقتْ من أثرٍ فـي تاريخنا الأدبـي والثقافـي.
بلا شكّ فعلت ذلك؛ فكلُّ تلاقحٍ بين الثقافات هو إثراءٌ لها جميعًا. وربما كان لترجمة بعض الآثار العربية دورٌ كبير فـي روايات وقَصَص وأعمال اشتُهرت فـي الأدب العالـمي، وهي تعود فـي أصلها إلى البيت الثقافي العربـي، مثل رواية "روبنسون كروزو لدانييل ديفو" الـمأخوذة عن كتاب "حيّ بن يقظان لابن الطفيل"، وقَصَص "روبن هود" الـمأخوذة عن تاريخ "الشعراء الصعاليك".

إن الكاتب يبدأ مؤامرة جميلة علينا من خلال نصه ثم يأتي دور المترجم ليزيد المؤامرة جمالاً
الشاعرة خديجة غزيل /تونس
كنت قد كونت في السابق رأيا أن الترجمة من العربية هي أصعب ولكن عدلت عن ذلك أثر تدريسي لمادة اللغويات المقارنة حيث نقارن بين لغتين من عديد الجوانب. 
أولا يجب الاقرار بأن كل اللغات مهمة وأن نَحْوها grammar مختلف. 
وأننا حين نقارن نقارن بين لغتين فصيحتين ولا نقارن بين لغة فصحى ولهجة ما.

هناك النحو والصرف وهناك الفروقات بين أنواع الجمل فمثلا لا يمكن ترجمة جملة فعلية عربية إلى جملة انجليزية فعلية اذ لا وجود لجمل فعلية في اللغة الانجليزية. (القصد التي تبدأ بفعل)
الجملة الانجليزية تتكون من اسم و فاعل ثم مفعول به أو حال أو ظرف زماني أو مكاني. ... إلخ 
ونفس الشيءفي الترجمة من لغة أخرى إلى العربية إذ ليس الأمر مقتصرا على المفردات ولكن حتى التراكيب و وظائفها النحوية وأزمنتها... إلخ

في رأيي إن الصعوبة التي قد تواجه المترجم توصله غالبا وتدفعه الى خلق شيء جميل جداً يليق بالانسان الذي عايش لحظة الكتابة والوحي والانسان الذي نقل تلك اللحظة في زمان آخر .
يحاول المترجم الحفاظ على روح النص من منطلق أنها اولا كتابة أو نتاج "ذاتي" هذه الفكرة أو المصطلح نتاج ذاتي فكرة للناقدة Agnieszka Animucka هي ناقدة وباحثة معاصرة تسنى لي معرفة افكارها من خلال تخصصي الانجليزي وأنا أؤيدها .
فحين نقول هي تجربة ونتاج ذاتي فإننا وان كنا أكدنا على ارتباطها بتجربة سنكرونية معينة لذات معينة الا أننا أيضا منحنا المترجم بطاقة عبور إلى النص من منطلق أن كل ما هو ذاتي مفتوح على المعنى. 
في هذا السياق تقول المترجمة الأُردية فَهِميدا رياض ( اقتباس لها قرأته في مقال للباحثة المميزة في شؤون الترجمة 
( Agnieszka Animucka )
أنها تحرص على الحفاظ على روح النص التي تراها أهم من ترجمة حَرفية بلا روح
وتقول أيضا (فهميدا رياض) أن الحفاظ على روح الثقافة الأصلية أهم عندها من الحفاظ على لغته .
قدمت الترجمة لنا عوالم بعيدة و ربما لولا الترجمة لبقيت عوالم نائية عنا كما ان عواامنا كانت لتبقى أسيرة العزلة الجغرافية وحضارية 
هي تجارب ذاتية مختلفة وثقافات مغايرة ساهمت في صقل رؤانا للعالم وفهمنا له ولأنفسنا في عدة جوانب.
الترجمة الأدبية تعرفنا بآداب شعوب أخرى وتعطينا لمحة عن ملامح أخرى قد تتقاطع مع حياتنا أو قد تختلف عنها أو أيضا قد تغيّرها ... لا ننسى أننا إزاء نتاج انساني بحت وعالمي 
بالإضافة إلى أنها بوعي أو عن غير وعي تنقل كما قلت طابعا ثقافيا وحضاريا جديدا 
وهذا يحيلنا من جديد على وظيفة اللغة التي هي أساسا وظيفة تواصلية .
أنت حين تترجم / تترجمين أثرا لكاتب في فترة زمنية معينة تتعرف/تتعرفين على لغته ولكنك أيضاً تطالع/ تطالعين ملامح ثقافته وعصره إذ الأدب ولو اصطبغ بصفة الانسانية والعالمية إلا أنه بطريقة ما مرآة لعصره .

من أهم تحديات و إشكالات الترجمة الادبية
الإخلاص للعمل المترجَم وكما أكدنا على الإخلاص لروحه مع وجوب خلق شيء جديد ومختلف والذي يعبر عن نفس المشاعر المعبر عنها في النص الأصلي.
الأمر ليس هيّناً ولا مقتصرا على المعجم اللفظي مهما بدت ترجمته صعبة أو في المتناول.. هناك أيضا ضرورة خلق ايقاع داخلي.
إذا ما نظرنا بعين المتلقي المتحرر من الأحكام المسبقة حول الترجمة وأهميتها سنرى كيف أن المترجم يمد يديه إلى كاتب النص الأصلي معاصرا أم قديما ليرتقيا معا مرة أخرى إلى قلوب وعقول ووجدان الناس.
أستطيع القول أن الكاتب يبدأ مؤامرة جميلة علينا من خلال نصه ثم يأتي دور المترجم ليزيد المؤامرة جمالاً .

المترجم الأدبي يجب أن يمتلك ذائقة أدبية تمكّنه من ترجمة النصّ بطريقة ابداعية منتجة
الأديب والشاعر كريم عبد الله /العراق
ما بين النصّ والترجمة الأدبية
يبدو لي أنّ مسألة ترجمة النصوص الأدبية تشبه الى حدّ ما الكتابة النقدية عن هذه النصوص , فمتى ما أقتنع الناقد بالنصّ الأدبي وحرّك عنده الرغبة بالكتابة عنه , حتماً ستكون الكتابة النقدية بمستوى هذا النصّ , فلابدّ من وجود مقومات النصّ الأبداعي حتى يتمكن الناقد من الكتابة عنه بما يليق به , وإلا كانت الكتابة النقدية بائسة مهلهة ساذجة حدّ الأشمئزاز . 
كذلك الترجمة , لابدّ من وجود النصّ الحقيقي المتكامل حتى يغري ويثير المترجم لترجمته إلى اللغات الأخرى , وإلا ستكون النتيجة مقززة . 
فكما النقد يحتاج إلى ناقد موسوعي متمكن من أدواته , عليم بتفكيك شيفرات النصّ وقراءته قراءة ابداعية منتجة كذلك المترجم الأدبي يجب أن يكون ملمّا بحيثيات النصّ عليماً بما وراء الكلمات من إيحاء ورمزية يتنفس أجواء النصّ بعمق وذكاء , واسع المعرفة أديباً او يمتلك ذائقة أدبية تمكّنه من ترجمة النصّ بطريقة إبداعية منتجة .
من خلال تجربتي مع الصديق المترجم لجميع نصوصي : جون هنري سميث , ثبت لي بأنّه متى ما وجد في النصّ شيئاً مثيراً مغرياً مستفزّاً دون علمي أجده مترجماً لهذا النصّ , وفي بعض الأحيان يقلقني كثيراً بأسئلته عن النصّ والاستفهام عمّا فيه من أسماء وأفعال ومفاعيل أو صفات ..... الخ . وكثيراً ما نتشاور فيما بيننا حول النصّ من أجل أن يستطيع الالمام بجميع نواحي النصّ , ومن ثمّ المباشرة في الترجمة , وكثيراً ما يتأخّر بالترجمة ولا يتسرّع إذا لم يقتنع بترجمة مفردة معينة لا لشيء سوى ان تتطابق الترجمة الأدبية قد الأمكان مع النصّ الأصلي , حرصاً منه أن تكون ترجمته أدبية أبداعية منتجة وقريبة جداً من النصّ و ان يكون أميناً وصادقاً في عملية ترجمته .
لكنّ اجد البعض ممن يقوم بترجمة النصوص الأدبية, الأبتعاد كثيراً عن روح النصّ , وكأنّها عملية سرقة مفضوحة يمارسها المترجم , فلا نجد روح الشاعر في هذه الترجمة , وتختفي معظم الأجواء التي كتب فيها هذا الشاعر نصّه , حتى ليبدو هذا النصّ المترجم غريباً عن الشاعر فقد لمعظم ملامح النصّ الأصلي واختفت شخصية وبصمة الشاعر عنه فربما مفردة واحدة في النصّ تغيّر كلّ النصّ , وقد يُفسد النصّ هذا المترجم لعدم امتلاكه ذائقة ابداعية وإحساساً وشعوراً بالجمال والأبداع الحقيقي .انّ الشاعر حينما يكتب فهو إبن بيئته ويمتلك ثقافة خاصة به وبالمحيط الذي يعيش فيه , وكذلك فهو يكون تحت تأثير أجواء نفسية خاصة يعيشها أثناء الكتابة , ويمتلك خزيناً معرفياً خاصاً به , وأيضا لديه قاموس مفرداتي يتميّز به عن غيره . فهل يستطيع هذا المترجم أن يكون ملمّاً بكل ذلك أثناء ترجمته , أنا أشكّ في ذلك . 
غالباً سيفقد الأدب والشعر الكثير من روحه وإشراقته وبهجته ودهشته أثناء ترجمته الى اللغات الأخرى إلاّ القليل ممن وفِي للأبداع والجمال والتميّز .

الترجمة هي محاولة لنقل هذه الروح وجعلها ملموسة لدى القاريء
الشاعرة والمترجمة عبير الفقي / مصر
في رأي أن الأدب والشعر الحقيقي لا يفقد من روحه شيئا إذا نقل من لغة إلى أخرى فالترجمة في كل الاحوال هي محاولة لنقل هذه الروح وجعلها ملموسة لدى القاريء. 
هناك الكثير من الأعمال الأدبية التي ترجمت ظلت محتفظة بروعتها كما هي في النص الأصلي المترجم منه، أقول أن ذلك يعود بالأساس إلى مهارة المترجم واطلاعه وثقافته والمجهود الذي يبذله في فهم العمل الذي يقوم بترجمته حتى يستطيع نقل الفكرة والمعنى بما لايختلف عن النص الاصلي و لدينا من المترجمين البارعين الكثيرين ممن يمتلكون هذه الملكة، أذكر منهم الاستاذ صالح علماني ولاستاذ محمد عناني.
ليست هناك لغة أصعب من أخرى طالما أجاد المترجم أدواته، ولكن ربما الترجمة من اللغة العربية إلى أي لغة أخرى يوجد به بعض الصعوبات نظرا لطبيعة اللغة العربية وتنوع معاني مفرداتها والبناء اللغوي للجمل التي قد تميل إلى الاطالة في بعض الأحيان، مما يزيد من صعوبة ترجمتها دون تقطيع.
أعتقد أن ترجمة الشعر هي من أصعب مجالات الترجمة ويفضل أن يكون المترجم متذوقا للشعر أو يكتبه.
لولا الترجمة ما استطعنا الاطلاع على أمهات الكتب من الشعر وغيره ولا استطعنا معرفة العديد من الثقافات الأخرى. فالترجمة هي جسر التواصل الممدود بين الشعوب لنقل الثقافات و الاطلاع على الحضارات المختلفة.
على الرغم من ترجمة بعض الأعمال الأدبية العربية إلى لغات عالمية فمازال هناك قصورا في هذا الجانب ربما لاهتمامنا بمعرفة مالدي الأخر والاطلاع على ثقافته أكثر من الرغبة في إطلاع الأخر على مالدينا ،ولكن أرى أن هناك حاليا محاولات محمودة وأن كانت لا تزال قليلة وفردية.

لكل نوع من أنواع الترجمة تحدياته و أن «الخصوصيات اللغوية والوزن والقافية»،هي أبرز التحديات التي تواجه الكاتب الذي يترجم نصاً أدبياً
الشاعر عمر إسماعيل /سورية
إن موضوع الترجمة الأدبية يختلف باختلاف النصوص ولكل كاتب طريقته كما في الكتابة ، فترجمة النصوص التقنية ليست كالأدبية، وفي الشعرية تحديداً يلجأ المترجمون إلى الترجمة الحرفية مبدئياً حتى يصلوا إلى ترجمة خلاقة، ويعلمون أيضاً أن لكل نوع من أنواع الترجمة تحدياته و أن «الخصوصيات اللغوية والوزن والقافية»،هي أبرز التحديات التي تواجه الكاتب الذي يترجم نصا ادبيا وباعتباري شاعر كردي
واكتب بالعربيه أيضا وعند نشر بعض قصائدي في مجلات عربيه طلب مني أكثرهم ترجمة النصوص الكوردية إلى العربية اعتمدت في الترجمة الكاملة بشكل تفصيلي مما أثر على النص تقريبا تفقد الوزن والموسيقى الشعرية فقط الصور الشعريه تحافظ على رونقها وقد حاولت ترجمة قصائدي الكردية إلى اللغة العربية ولدانماركية أيضا نفس المعاناة حيث تفقد القصيدة جمالها الادبي من خلال ترجمه تبقى وكانها خطاب بدون روح .

بالنسبة إلي الترجمة من العربية أصعب من حيث الوزن وخاصة في القصيده الكلاسيكية اما الشعر الحديث سواء بأي لغة تترجمها ترى انها لا تبتعد عن المعنى والاحساس كثيرا لأنها قصيدة حرة أما الرمزية تختلف فيها المعاني والصور ٠
ولعلّ النظر في تاريخ الأمم يعطينا مؤشرات تؤكد الأثر العظيم للترجمة في تأسيس نهضة علميّة قويّة ومناخ ثقافي منفتح متين يمكّن الناس من المضيّ قدماً في الإسهام، بما تحصل لديهم من معرفة وما تكوّن عندهم من قواعد أساسية في العلوم والمعارف التي أبدعتها الأمم الأخرى، في تقدٌم عجلة المعرفة والإضافة الجديدة المبتكرة في حقولها المختلفة إلى الثقافه والادب العربي
وإذا تأملنا أسلوب اللغة العربية قبل القرن التاسع عشر، ألفيناه أسلوباً كلاسيكياً مثقلاً بالسجع، مرصعاً بالمحسِّنات البديعية، زاخراً بالعبارات المسكوكة المحنطة. وعندما اتسعت حركة الترجمة من اللغات الأوربية إلى اللغة العربية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين لتشمل ترجمة الروايات والقصص البوليسية التي كانت تنشرها المجلات والصحف اليومية التي تتطلب السرعة في إعداد النصوص للنشر، اضطر المترجمون إلى الكتابة بأسلوب أيسر وأسرع يقوم على النثر المرسل السهل الذي تفهمه عامة القراء. كما أن الأدباء المزدوجي اللغة تأثرت أساليب نصوصهم الإبداعية بالترجمة الكامنة لما كانوا يقرؤونه باللغة الأجنبية. وحتى المذاهب الأدبية كالواقعية والرومانسية والوجودية انتقلت إلى الآداب الأخرى، ومنها الأدب العربي، عن طريق ترجمة أعمال أدبية كتبها أصحاب تلك المذاهب. وباعتبارنا تخرجنا من المدارس العربيه ونحن ندرس مناهج تعلميه وعن ماضي وحاضر الثقافه العربيه منذ عصر النهضه وأيضا كوني استاذ في اللغه الكورديه الاصيله استفدت كثيرا من الثقافتين واتأمل المستقبل ترجمة قصائدي ومقالات وكتبي الادبيه إلى اللغات العالميه ولدي محاولات جديه في هذا المجال وخاصة ترجمتها إلى اللغه الفرنسيه والدانماركيه ٠
للنصوص الشعرية موسيقى وإيقاع داخلي من الصعب جدًا أن تترجم حتى لو توافرت شروط جودة الترجمة
الشاعرة زينب خليل عقيل /لبنان
من وجهة نظري أرى أن الأدب حين يترجم إلى لغةٍ أخرى يفقد الكثير من جماليته ففي النصوص الشعرية تسكن مشاعر وأحاسيس خاصة نقلها صاحبها ووظف اللغة ليحاول أن يعبر عنها، وفي هذه النصوص أيضًا موسيقى وإيقاع داخلي فمن الصعب جدًا أن يترجم كلّ هذا إلى لغةٍ أخرى، حتى لو توافرت شروط جودة الترجمة فأنا أجد أن النص الأصلي في اللغة الأم التي تلقفت هذه المشاعر لا يمكن أن يبقى بالتأثير ذاته في حال لو ترجم إلى لغةٍ أخرى.
أجد أن الترجمة من اللغات الأخرى إلى العربية أكثر سهولة من الترجمة من العربية إلى سواها، ذلك أن اللغة العربية غنية بمشتقاتها وبمفرداتها الأمر الذي يتيح أمام المترجم فرصة إيجاد المفردة التي يحتاجها بسهولة أكثر.
كما ساعدت الترجمات الأجنبية بنقل ثقافات جديدة وأساطير غريبة هي بعيدة عن أدبنا العربي، أضف إلى تأثر الشعراء العرب بقصيدة النثر عند بقية الشعوب والسير على نحوها وتطويرها، كما أن الترجمات إلى العربية نقلت الشاعر العربي إلى أفق أوسع ولامحدود وخيالٍ مطلق.

كان الانفتاح على مختلف الثقافات الأدبية من خلال الترجمة ضرورة ملحة لتجديد مفاهيم الثقافة
الشاعر عزيز منتصر /المغرب
إن التحولات التي يجتازها العالم المعاصر وخاصة العربي سواء في مجال، الأفكار والمذاهب أوفي المجال السياسي والحضاري تتطلب الوضوح في الرؤية والشمول في المعرفة.
فالشعر والأدب هو رسالة إنسانية تهدف إلى التوعية الفكرية وتقديم رؤى قيمية عالية لذا كان الانفتاح على مختلف الثقافات الأدبية من خلال الترجمة ضرورة ملحة لتجديد مفاهيم الثقافة وتطورها وشموليتها
إلى جانب رفد الكتابة القصصية والروائية والمقالاتية نثراً أو قافية بمواضيع جديدة وأساليب متجددة تناسب الظروف الزمانكية .
فالشعر الصادر من روح الإنسان الخلاق المنبعث ومن وجدانه سيصل إلى القارئ بأي لغة كتب بها أما الترجمة فتعمد على مقومات كثيرة أبرزها فهم النص المترجم وإدراك الجوانب الإبداعية واللغوية فيه لإبرازها باللغة المترجمة وعلى المترجم أن يمتلك روح شاعر أو كاتب 
لكي يحافظ على جمالية ولغوية النص المترجم ومقومات أخرى يصعب حصرها .
من خلال تجربتي الخاصة في ترجمة أعمالي الأدبية الشعرية إلى لغات مختلفة 
الإيطالية والإنكليزية و الكردية والفرنسية والأمازيغية وغيرها وجدت أن كل قصيدة تحمل روح اللغة التي تترجم إليها ولا تفقد جماليتها وذلك يعتمد على براعة المترجم والشاعر أيضاً .

بوجود الأدب المترجم أصبحت الرواية العربية أكثر جرأة و صدق و تنوعت ألوانها
الشاعرة لينا قنجراوي /سورية
عادةً يُكتَب الأدب ليعانق الروح الإنسانية بكل أبعادها و دون تمييز بين أية فروق بين البشر ، أما أنه يفقد بعضاً من روحه فهذا كلام جدلي لأن الروح أقوى من لغات العالم إلاّ في حالة واحدة و هي أنه مكتوبٌ أصلاً بلا روح . 
ربما يفقد الشعر تحديداً شيئاً من جماليته أما القصة و الرواية وووو... المترجمين ؛ فأنا أعتبرهم نافذة على مجتمعات و أماكن لم نذهب إليها و كنا محظوظين بالوقوف على شباكها .
أتوقع أنها علاقة متبادلة ، فمن يتقن اللغتين لا يجد صعوبة في تغيير الإتجاه من و إلى .
لقد قدم الأدب المترجم الكثير للأدب العربي من حيث الشكل و المضمون ، فمنه اقتبس الكتاب العرب في العصر الحديث القوالب الشعرية الجديدة و كذلك الأمر بالنسبة للرواية العربية التي أصبحت أكثر جرأة و صدق و تنوعت ألوانها من انعكاسات و تحليلات نفسية إلى ربط كل أبعاد المجتمع الإنساني بتفاصيل تهبها الحياة و الحرية. 
طبعاً أثرت ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى لغات عالمية الفكر الإنساني العالمي لما يتمتع به من خصوصية بحكم تاريخه العريق و تنوعه و تأثره و تداخله مع الزركشة الروحانية و الديانات التي طرزت حياة الشرق .
إشكالية الترجمة الأدبية والشعرية بين العرب والغرب إعداد وتقديم :نوار الشاطر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 21 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.