جُثَّتي تكبر ،، لتصير فقاعة .....رزيقة بوسواليم/ الجزائر
ماتتْ فروغ فرخزاد ،،
بنطالها الطويل
عمرها الحالك
وشعرها القصير ،
لكنَّ القصيدةَ
في فمها تحولت
لليلة غناء
لن ينتهي منها العالم حتى
يدفن جثتها الرَّاقصة .
ماتت سيلفيا بلاث
ففجعت الأفران واحترقت وجنة الرَّغيف
أضربت النَّار
عن الإشتعالِ
ودخلتِ المواقدُ في حدادِ الإنطفاء .
كلَّما ظهرت شاعرةٌ
للوجود ،
أو سحبت أصابعها من عمود إنارة ،
تربَّعت الفصول على رُكَبِها
في جلسةِ
يُوغا مُعمَّقة .
الشِّعر
يكتبهُ الرِّجال
وتصنعه النِّساء ،
في مطابخهنَّ
وعند مَضاجعهنَّ السَّاخنة ،
الشِّعر يخرجُ من تحت وسائدهنَّ و
أظافرهنَّ الملمَّعة
من بين ثمار الشِّفاه الفائزة بالقبلِ
كلَّما تشَّققتِ الرَّغبة عن اتصالٍ حميمي .
ماتت شاعرةٌ ما
فحزنت غابةُ سرو
وجزَّت ضفائرها البِكر
بكاءً
على مسرحِ عشبٍ جفَّ ريقه حول المدافن .
في الحروبِ
تتكشَّف عورات الرِّيح ،
وتندلق جرار الشِّعر والحنطة والخمر ،
تصيح الحناجر
حيَّا على الموت
المعبَّأ في زنودِ البنادق و الصناديق الشِّريرة .
على أثداءِ
الحرب الباردةِ
تنمو قصيدةٌ ماكرة .
مازلتُ في النَّاحية الغريبة
من قارة الشِّعرٍ
أنوحكِ أيَّتُها الغيمة
أيَّتُها العليقةُ ،
الشَّوكُ
يغرسُ أظافره
في لحمي
ويكتبُ لحنكِ الحامض .
أرتِّبُ جماجمَ الكائنات الصغيرة
وأحفرُ
لكلِّ جمجمةٍ نافقة
قبرًا على مقاسِ دمعة .
النَّملة التِّي بالتْ
في سروالها الدَّاخلي ،
النَّملة التِّي
نتفتْ إبطها
وحرثت للوقتِ عانتهُ ،
النَّملة التِّي
بحجم رأسِ دبوسٍ أسود
تبيض السَّاعات
الشَّرهة
وتسرق حبَّة قمح
من فم حقلٍ مغفل .
الكائنات البسيطة لها حقٌ في النُّصوص
المعمِّرة .
النِّساءُ
لعن الرَّب
من حرك شهواتهنَّ
ثمَّ كسر قُلوبهنَّ
مثل حبَّاتَ جوزٍ ناضجة ،
لم
يعرف يومًا
هشاشة الخزفِ و نزق القواقع الجميلة .
للأصدافِ المُرصَّعة على صدر شاطىء
رواية حتَّى الظهور
قصيدة حتى البناء ،
فصل يشتَّقُ رئتهُ من هواء
لتتنفَّس زعانفَ الماء ،
ليُكمل العالم صياغة خط الشَّعر من سُرته حتَّى وردة الجسد .
تتبخَّر الجنائز
ويعلو صوت العرس الأخير
من صلبِ القيامة .
للشَّمع مدنٌ ،،
للفتيلِ حكايا ،
للمذاقاتِ لسعات ،
وللأفاعي قصص حبٍّ وتناسلٌ عجيب .
هذا التفكك
محور النزف
وهزال الرُّوح ،
هذا الجرح أعمق
من شروخِ المرايا المنكسرة
ومن نهاية
فيلم ينتهي بقبلةٍ تنتحرُ
برصاصة مشهد ميت .
أسطوانةٌ ،
أستهلكُ فراغ الأيام ،
وعلى ظهر الوداع
أحمل جثَّة تكبرني ،
بسرعة تنمو
لتصيرَ
فقاعةً تموت بشَّكة إبرة .
رزيقة /
جُثَّتي تكبر ،، لتصير فقاعة .....رزيقة بوسواليم/ الجزائر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
20 أكتوبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: