إلى رياض صالح الحسين......زكريا شيخ أحمد / سوريا
إلى رياض صالح الحسين
هكذا أراهم
حينَ رحلْتَ يا رياضُ ،
كانوا أطفالاً
طغاةُ اليومِ ،
ما يميزُهُم عَنْ طغاةِ عصرِكَ ،
تفوقُهُم في شراهةِ شربِ الدماءِ .
يا رياضُ
كانَتْ رصيفاً
تلّكَ المرأةُ التي
سالَتْ الدماءُ منْ رأسِها المفتوحِ .
يقولُ أتباعُ الطاغيةِ
أنَّ القَنَّاصَ لمْ يقصدْ قتلَها ،
هو فقط
كانَ يجربُ بندقيتَهُ
ليتأكدَ منْ جاهزيتِها للقنصِ بدقةٍ .
كانت دِرعاً
كبينةُ الاتصالاتِ الهاتفية
في آخرِ خطِ الحي الذي أسكنه يا رياض
لذلك حجزَتْ ألفَ طلقةٍ أو أكثر
عن جسدي
حينَ ركضْتُ لإنقاذِ منْ
تحتَ انقاضِ بيتٍ إنهارَ بقذيفتينٍ
قَدِمَتا منْ شارعِ القَنَّاصِ .
كانَ غرفةً
الفتى الذي كانَ يحترقُ
معَ صديقِهِ و إخوتِهِ .
يقولُ أتباعُ الطاغيةِ
أنَّهم اختاروا توقيتاً سيئاً لنقلِ أغراضِ بيتِهم
و أنَّهُ لو انَّ الفتى لمْ يأتِ لمساعدةِ صديقِهِ و إخوتِهِ
لما كانَ احترقَ
و يقولُ أتباعُ الطاغيةِ أيضاً
أنَّ الطيارَ الذي قصفَهم لمْ يكنْ عالماً بالغيبِ
ليعرفَ انَّهم كانوا يقومونَ بنقلِ أغراضٍ منْ بيتهم .
هلْ تعلمُ يا رياضُ ماذا قالَ الذين كانوا
يريدونَ رأسَ القَنَّاص ؟
قالوا أنَّهُ لو أنَّ مِئذَنةَ الجامعِ
لمْ تكنْ مرتفعةً و عاليةً جداً
و أنَّهُ لو أنّ القَنَّاصَ
لمْ يطلقْ منها الرصاصَ
لما استهدفَتْها قذيفةُ ال آر بي جي .
إلى رياض صالح الحسين......زكريا شيخ أحمد / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
27 أكتوبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: