~ستة رسائل لك وللفرح رسالة ...بثينة الهرماسي / تونس

 نفخت  على البِلّوْر
ضبابا من غيابك ..
كتبت لك بأنفاسي..
ستة رسائل..
 أ تُراها تصلك؟

الرّسالة الأولى:
 على مشارف الذّاكرة
مازال غُرابُك
يمرّ ..
يَجول .. ويمرق ..
يقف على أطلال
الأيام الخوالي ..
ويَنعقْ !

الرّسالة الثانية:
اليوم ...
ذكراك أسمال
لونها باهت شاحب
منهك !! 

الرّسالة الثالثة:
لا تربّت على كتف
 حنّي وشوقي
خذ غرابك ..
 واغربْ  !!

الرّسالة الرابعة:
يوما ما ...
كان قلبي مخروطي
 الشكل..
يسكنه بركان لك
يغلي.. ويزبد !
يوما ما ...
تراكمت عليه أَشْتِيةُ
الصّقْعة
فتسطّح شكل قلبي..
فتر بركانك ..
خمد .. وتجمّد !

 الرّسالة الخامسة:
يوما ما ..
 حين ودّعْكتُك
غصّ قلبي بك
 هدهته .. فغفي !
أحكمت غلق أبوابي ..
نام قلبي دهرا
 و حين صحا ..
هبّ  طفلا
 يغنّي ..  يلهو ..
 ويلعب ..يطلّ
من شرفة بيتي ..
  لكلّ عابر
يمدّ لسانه..
 يدير ظهره  ..
عابثا  ..
 يمضي ..
ثم يضحك !!

الرّسالة السادسة :
ودّعتك..
و اللّيل ضَورٌ ومَخْمَصَة
 سَامِرْ تَرْحَك و جَادِلْه ..
اقْضِمْ أصابع سُهدِك
 واِلْعَقْ  !!

و للفرح ..
 رسالة واحدة
أنقشها وشما
على باب قلبي
 لِيقْرأَها..
 - أيّها الفرح ..
خطاطيفك عابرة !!
و بِضَاعتُك بائرة !!
 أمّي تقول..
"كل الحياة أمنيات
مسلوخة من تعب
 القلب !!"
وأنا قلبي ..
 من لغب فصول الكدر
 ما عادت تسكنه أمنياتك ..
فلا تغضب !!

                       بثينة هرماسي