فُقّاعةٌ صغيرةٌ .......زكريا شيخ أحمد / سوريا
فُقّاعةٌ صغيرةٌ
في كلِّ مرةٍ أكتبُ فيها ،
أَعتذرُ للغةِ عنِ القلقِ الذي أسببُهُ لها ،
و هي في كلِّ مرةٍ تسامحُني دائماً ،
و لا تنزعجُ مني ،
تقولُ لي أنَّها تعرفُ نيتي
و أنَّها تتباهي بي
و تتمنى مني ألا اتوقفَ عن إقلاقِها ،
الأمرُ الذي يوقعُني في حرجٍ كبيرٍ .
و كي أخفيَ حرجي ،
أتظاهرُ أني أتحدثُ معَ غيمةٍ صغيرةٍ .
أقولُ للغيمةِ الصغيرةِ
أنْ تنزلَ إلى الشارعِ
ليلعبَ معَها الأولادُ الهاربونَ منَ الحربِ .
تعتذرُ مني الغيمةُ و تجيبُ :
انا الآنَ مسؤولةٌ عنْ المراجيحِ
لديَّ الكثيرُ منَ الأولادِ لأمرجحَهم ،
معَ ذلكَ سأعطي صديقتي كمشةً مني ،
كمشةً بحجمِ نهدٍ
و أطلبُ منها النزولَ و اللعبَ معَهم ،
سأوصيها أيضاً انْ تقومَ بدغدغتِهم .
اريدُ انْ يسمعَ الاولادُ الذينَ أقومُ بمرجحتِهم
الضحكاتِ منْ أسفل و كيفَ تنبعُ منْ تحتِ أقدامِهم .
تقولُ الغيمةُ الصغيرةُ
أنَّ الإنسانَ أيضاً غيمة ،
لكنَّه غيمةٌ معمرةٌ جداً
و يستطيعُ إنْ أرادَ
أنْ يجعلَ الأولادَ لا يتوقفونَ عنِ الضحكِ ابداً
//
خارجَ النصِّ
يقولُ الإنسانُ إنَّ الحياةَ فقاعةٌ صغيرةٌ
و يطلقُ تنهيدةً طويلةً .
فُقّاعةٌ صغيرةٌ .......زكريا شيخ أحمد / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
01 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: