الوقوف على حافة المطر ...بقلم هاني يحيي/ مصر
١
الليلةَ لن أبهرَ أحدًا
أُخْرجُ أحشائي الآنَ مدمَّاةً
أخمشُ وجهي كي أفضحَ مرآتي
أُصبحُ لي وحدي
يهزمني الوقتُ فأنتهرُ مواقيتَ الرملِ
وتتقدَّسُ لغتي فأدنسها بالشهوةِ والهرطقةِ
تقولُ اكتبْ باسمي فيما تمعنُ في النحرِ
كأنَّ دمي يستنفرُ أنصالكم الصدأةَ
تسألني هل صليتَ الليلةَ
لا أخجلُ أن أعترفَ بأني صليتُ لعينيكِ طويلًا
فلماذا لا يُغفرُ لي؟
٢
الليلةَ لن أبهرَ أحدًا
أتسكعُ بين الحاناتِ
موشاةٌ بالتسبيحِ ثيابي ومتوجةٌ روحي بالملحِ
فلا أؤمنُ وأنا القدريُّ
ولا أؤمنُ لكني أتصوَّفُ أحيانًا
أعتزلُ طقوسَكم البائسةَ
ووشمُ الحريةِ يحفرُ جلدي فيما أجراسُ الغابةِ تُقرعُ
أقذفُ أحجاري كي يرتبكَ المارةُ
كي يرتجفَ الجبُّ الآسنُ
أتعرَّى تحت عناقيدِ المطرِ فلا يخجلني عري ولا أعتذرُ
نعم هذا العبثيُّ أنا
لا أملكُ من هذا العالمِ غيرَ محاربةِ طواحينِ الوقتِ
وأعرفُ أني منتصرٌ
هذا ما وعدتْ، وكأيِّ نبيٍ، أعرفها لا تكذبُ
٣
الليلةَ لن أبهرَ أحدًا
كلُّ الطرقاتِ تقودُ القلبَ إلي العاصفةِ
وكنتِ البوصلةَ وكنتُ أنا المتمردَ والخائنَ
فأبهْرجُ ثوبي بالتذكاراتِ وأذهلُكم بالإيقاعِِ
بتأريخٍ لامرأةٍ لا تعرفُ حتى أني شاعرُها
أحرثُ جسدي خبزًا للغرباءِ ولا أحصدُ غيرَ الشوكِ
بهاءُكِ أكثرُ مما يقدرُ مثلي
وأنا أتسوَّلُ بعضَ الفرحِ وأطلقُ أسرابَ الكلماتِ فتعشقها امرأتي دوني
تنكرني وأنا لم أتطهرْ من ذنبِ محبتها بعدُ
الليلةَ أقفزُ بين فراغين
وليس لأحدٍ أن ينبهرَ ...
سواي
..... .... ...
هاني يحيي
مصر - مونتريال
الوقوف على حافة المطر ...بقلم هاني يحيي/ مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: